لم يكن مشهد التأهل التاريخي للمنتخب المغربي إلى المربع الذهبي لدوري الملوك مجرد لحظة عابرة في تاريخ الرياضة المغربية، بل كان حكاية استثنائية تُروى بالدموع والإنجاز.
وصرح مجيد الخال، الحارس السابق لنادي الوداد الرياضي والمدرب الحالي للمنتخب الوطني المغربي، بعد المباراة قائلاً: “ما حدث اليوم لا يُمكن وصفه بالكلمات، إنه يوم تاريخي بالنسبة لنا جميعًا، أن تصل إلى نصف نهائي دوري الملوك في أول مشاركة لنا، بعد مواجهة خصم بحجم المنتخب الأمريكي، هو إنجاز كبير يُشرف كل المغاربة، لا أستطيع حبس مشاعري؛ هي خليط من الفخر، الاعتزاز، وحتى الدموع”.
مؤكدا: أن “المباراة كانت أشبه بمعركة حقيقية، والمنتخب الأمريكي يمتلك خبرة كبيرة في هذه الرياضة، لكن لاعبينا أظهروا روحًا قتالية وتماسكًا كبيرًا، لقد عادوا في النتيجة في كل مرة، ووصلوا إلى ركلات الترجيح، حيث كانت القلوب تخفق، لكن إيماننا بأنفسنا ودعوات المغاربة منحانا الفوز”.
وأضاف ذات المتحدث: “جئنا إلى هذه البطولة بنية التعلّم وخوض تجربة جديدة، لكننا وجدنا أنفسنا اليوم ضمن أفضل أربعة منتخبات في العالم، هذا الإنجاز يُثبت أن العزيمة والعمل الجماعي يمكن أن يصنعا المستحيل.
ووجه مجيد الخال شكره لكل اللاعبين، الذين لم يدخروا جهدًا في هذه المباراة، على انضباطهم واحترامهم للتوجيهات.
كما وجه شكره للجماهير المغربية التي ساندت الأسود من المدرجات وعلى مواقع التواصل، حيث وصلتنا طاقاتهم وحماسهم، وكان لهم الفضل في تعزيز ثقتنا.
وأبرز ذات المتحدث، أن المنتخب حاليا ينتظره مواجهة صعبة ضد المنتخب الكولومبي، لكن الجميع عازم للوصول إلى المباراة النهائية وإهداء اللقب للمغرب.
موجها دعوته لكل المغاربة إلى مواصلة دعم المنتخب، لأن رحلة بوصوفة ورفاقه لم تنته بعد، وما زال المنتخب سيطارد حلم التتويج.
هذا الإنجاز جاء بعد مباراة ملحمية أمام المنتخب الأمريكي، انتهت بالتعادل الإيجابي 7-7 قبل أن تبتسم ضربات الترجيح للمنتخب المغربي.
المباراة التي أقيمت في مدينة ميلانو الإيطالية كانت ملحمية بكل المقاييس.
وشهدت المدرجات حضورًا جماهيريًا مغربيًا كبيرًا، وامتلأت بالأعلام الوطنية والهتافات الحماسية. انطلق اللقاء بوتيرة سريعة، حيث افتتح المنتخب المغربي التسجيل في الدقيقة الأولى عبر تسديدة قوية من نادر اللواح، إلا أن الفريق الأمريكي رد سريعًا بثلاثة أهداف متتالية، ليُربك دفاعات المنتخب المغربي.
على الرغم من تأخر المنتخب المغربي بنتيجة 5-2 في الشوط الأول، فإن الشوط الثاني شهد عودة مغربية مثيرة.
واستعاد المنتخب حيويته بفضل أهداف متتالية من فؤاد العمراني وأشرف سعود، وواصل اللواح تألقه بإكمال هاتريك شخصي ليصل التعادل إلى 7-7 مع نهاية الوقت الأصلي
في ركلات الترجيح، كان الحارس المغربي في الموعد بتصديات مذهلة ضمنت بطاقة العبور إلى نصف النهائي.
وكانت رحلة المنتخب المغربي في البطولة كانت مليئة بالتحديات واللحظات الحاسمة.
ويقدم دوري الملوك، الذي يشارك فيه المغرب لأول مرة برئاسة ستريمر إلياس المالكي، فرصة فريدة للتألق، خاصة مع تشكيلة متنوعة تجمع بين لاعبين محترفين مثل عصام الراقي وزكرياء حدراف، ومواهب شبابية مثل سعيد العوني ومهدي العامري.
هذه التركيبة منحت المنتخب مرونة وقدرة على مواجهة الخصوم بطريقة مبتكرة، مستفيدة من قوانين اللعبة التي تسمح بإجراء تغييرات غير محدودة ودخول اللاعبين تدريجيًا إلى الملعب.
وبدأ المنتخب المغربي مشواره في بطولة “دوري الملوك” بمفاجأة غير متوقعة، حيث تلقى خسارة أمام كولومبيا بأربعة أهداف لهدف، في مباراة كشفت عن صعوبة التأقلم مع القوانين الجديدة للبطولة.
لكن هذه البداية المهزوزة كانت الشرارة التي أشعلت انتفاضة الأسود، ليعودوا بقوة في مواجهاتهم التالية. في عرض كروي ساحر، أمطر المنتخب شباك أوكرانيا بتسعة أهداف مقابل هدفين، قبل أن يواصل هيمنته بفوز مثير على اليابان بأربعة أهداف لهدفين.
ومع الدعم الجماهيري والإصرار الذي يبديه اللاعبون، يبدو أن المغرب على أعتاب كتابة فصل جديد من الإبداع الرياضي.
والياس المالكي، بدعوته من قبل بيكي، وجد نفسه في قلب هذه المنافسة، حيث الطموح يتجاوز حدود الملعب، ليصبح قصة نجاح ملهمة لكل من يحلم بتحقيق المستحيل.