كشفت مصادر جريدة “مدار21” أن حزب العدالة والتنمية بمدينة فاس عارض تسمية أحد الشوارع بمقاطعة أكدال بالمدينة نفسها على اسم المناضل اليساري الراحل محمد بنسعيد أيت إيدر، رغم موافقة أغلبية أعضاء المجلس من مختلف الأحزاب السياسية، مما أثار استياء أعضاء الحزب الاشتراكي الموحد.
جاء ذلك خلال مناقشة مجلس مقاطعة أكدال فاس مقترح تسمية شارع باسم المجاهد الوطني محمد بنسعيد آيت يدر، خلال دورة يناير 2025، ومصادقته على ملتمس تقدّم به مستشارو الحزب الاشتراكي الموحد بمجلس المقاطعة، وهو المقترح الذ حظي بدعم أغلبية أعضاء المجلس باستثناء إحدى عضوات حزب العدالة والتنمية التي عبّرت عن موقف مخالف.
وأكدت المصادر أنه مقابل الدعم الكبير الذي حظي به الملتمس من أغلبية أعضاء مجلس مقاطعة أكدال بفاس، سُجل الاستثناء الوحيد عن حزب العدالة والتنمية، إذ عبرت إحدى مستشاراته عن موقف مخالف بدعوى أولوية تسمية الشوارع بأسماء علماء وشخصيات تنتمي إلى المدينة.
وفي هذا الصدد اعتبر عثمان زويرش، الكاتب الإقليمي للحزب الاشتراكي الموحد بفاس، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن تصويت مجلس مقاطعة أكدال بأغلبية أعضائه لصالح التسمية يعد “إنجازا تاريخيا واعترافا بمسار حافل من العطاء للمجاهد الكبير محمد بن سعيد آيت إيدر كما أنه يأتي في إطار تعزيز الذاكرة الجماعية وقيم المواطنة والوفاء لرموز المغرب”
وتعقيبا منه على رفض مستشارة من العدالة والتنمية ملتمس التسمية، قال زويرش إن “المسار النضالي الغني للفقيد ودوره الوطني البارز غني عن كل تعريف أو تحريف، وهو الذي نذر حياته للبذل والعطاء في سبيل تحرير الوطن من نير الاستعمار وفي سبيل الحرية والانعتاق”، داعيا بالمناسبة إلى “الاطلاع على سيرته الذاتية التي تزخر بمواقف بطولية في خدمة الوطن وقضاياه العادلة”.
وأردف عثمان زويرش بالقول “نتطلع في الحزب الاشتراكي الموحد لأن يتم رفع الملتمس رسميا إلى جماعة فاس للتفاعل الإيجابي معه واتخاذ الإجراءات اللازمة”، من أجل الإقرار الرسمي للتسمية مستقبلا.
وسبق أن تقدم العضو بمجلس مقاطعة أكدال، زكرياء مهندز التلمساني، المستشار عن الحزب الاشتراكي الموحد، بطلب إدراج نقطة في جدول أعمال دورة يناير 2025، تهدف إلى تسمية أحد شوارع أكدال باسم “فقيد الشعب المغربي، المجاهد الوطني محمد بنسعيد آيت إيدر”.
وتم تقديم هذا الطلب وفقا لمقتضيات المادة 40 من القانون التنظيمي للجماعات الترابية 113.14، مبرزا أهمية تخليد ذكرى هذه الشخصية الوطنية التي تركت بصمة واضحة في تاريخ النضال المغربي، وذلك في خطوة تعكس اعترافا برموز المقاومة الوطنية وتقديرا لمسارها النضالي.