الجمعة, يناير 10, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيوثيقة فرنسية تكشف أن "تندوف" مغربية ألحقت بمقاطعة "الجزائر" بعد ترحيل المغاربة...

وثيقة فرنسية تكشف أن “تندوف” مغربية ألحقت بمقاطعة “الجزائر” بعد ترحيل المغاربة قسرا


هشام رماح

ظهر على السطح بعض من الأرشيف الفرنسي الذي يخيف النظام العسكري الجزائري، ويكشف حقيقة أن الجزائر مقاطعة شكلتها فرنسا باقتطاع أجزاء شاسعة من أراضي المملكة المغربية.

وظهرت إلى العلن وثيقة دبلوماسية، مؤرخة في 17 أكتوبر 1960، وهي عبارة عن رسالة احتجاج من لدن وزارة الخارجية المغربية توصلت بها السفارة الفرنسية بالرباط في 19 أكتوبر 1960، بعد قيام السلطات العسكرية الفرنسية بترحيل مواطنين مغاربة من “تندوف”، لأجل إلحاق هذا الإقليم بالمقاطعة الفرنسية التي تسمى حاليا بالجزائر.

ووفق مضمون الوثيقة، التي يعود تاريخها إلى نحو 65 سنة خلت، فإن السلطات العسكرية أرغمت، في 28 غشت 1960، المواطنين المغاربة المقيمين في “تندوف” التي كانت في الأصل ضمن حوزة المملكة المغربية، على إخلاء المنطقة في ظرف 24 ساعة، وقد جرى ترحيل بعضهم قسرا حتى وادي “درعة”، وجرى رفض السماح لهم بالدخول إلى الأراضي المعروفة باسم “عقا”.

متن الرسالة التي وجهتها وزارة الخارجية المغربية إلى سفارة باريس في الرباط، تضمن احتجاجا شديدا إزاء هذا الإجراء التعسفي الذي تحرته السلطات العسكرية الفرنسية، وقد صادرت أراضي المواطنين المغاربة في إقليم “تندوف”، الذي ألحق فيما بعد بجرة قلم فرنسي عبث بجغرافيا المنطقة، بالمقاطعة الفرنسية التي كانت لا تزال تحت الاستعمار ولم تنل استقلالها إلا بعد عامين على ذلك.

وتؤكد الوثيقة التي تعد واحدة ضمن الأرشيف الفرنسي الذي ظل طي السرية والكتمان، أن فرنسا اقتطعت أراضٍ شاسعة كانت تحت سيادة المملكة الشريفة وضمتها إلى الجزائر، بعدما كانت وضعت نصب أعينها البقاء طويلا في الجزائر، عبر استقلال مقنع، يجعل من الجارة الشرقية مقاطعة لها تخدم مصالحها في المنطقة المغاربية.

وكانت فرنسا التي احتلت الجزائر لـ132 سنة، استولت على أراضي مملوكة من المغرب، لتشكيل دولة لم يكن لها وجود، وهو ما سبق وعبر عنه “إيمانويل ماكرون”، الرئيس الفرنسي الذي قال إنه لم يكن هناك وجود لما يسمى بـ”الأمة الجزائرية”، وبأن الجزائر دولة محدثة من طرف فرنسا على حساب دول الجوار، بعدما كانت مجرد رقعة تعرف بـ”إيالة” عثمانية.

وليس إقليم “تندوف” وحده ما جرى إلحاقه من طرف فرنسا بالجزائر، إذ جرى اقتطاع أراض أخرى مثل “بشار”، فيما يعرف بالصحراء الشرقية، فضلا عن مدينة “تلمسان” وضواحيها والتي جرى إدراجها جورا ضمن الجزائر، التي يتهيب النظام العسكري القائم فيها من كشف ما في بطون الوثائق التي تشكل الأرشيف الفرنسي المتعلق بالمنطقة المغاربية وخصوصا الحدود بين المملكة الشريفة والمقاطعة الفرنسية التي أصبحت تسمى “الجزائر”.

ولكل غاية مفيدة، عذا نص الترجمة الخاص بالوثيقة التي تعد ضمن الأرشيف الفرنسي.

 

المملكة المغربية

وزارة الشؤون الخارجية

قسم أوروبا

الرباط، 17 أكتوبر 1960

تتقدم وزارة الشؤون الخارجية بتحياتها إلى السفارة الفرنسية في المغرب، ويشرفها أن تنقل لها ما يلي:

أصدرت السلطات العسكرية الفرنسية في تندوف، في 28 غشت 1960، أمرًا للمغاربة المقيمين بهذه المنطقة يقضي بإخلائها في غضون 24 ساعة.

وجرى تنقيل الأشخاص المعنيين بواسطة القوات العسكرية الفرنسية إلى وادي درعة، حيث تم رفض السماح لهم بالدخول إلى الأراضي المعروفة باسم “عقا”

وإذ تعرب وزارة الشؤون الخارجية عن احتجاجها الشديد على هذا الإجراء التعسفي، فإنها تأمل إصدار تعليمات لضمان احترام المواطنين المغاربة الذين يعيشون في هذه المناطق، وحماية ممتلكاتهم ومنازلهم بأقصى درجات الحرص، كما تؤكد الوزارة على ضرورة عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.

وتغتنم وزارة الشؤون الخارجية هذه المناسبة لتجديد تأكيدها للسفارة الفرنسية على احترامها البالغ.





Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات