محمد منفلوطي_ هبة بريس
في إطار النقاش العمومي الدائر حول التعديلات المرتقبة التي تهم مدونة الأسرة كإطار قانوني يؤطر العلاقة الزوجية في علاقتها باستقرارها الاقتصادي والاجتماعي وحقوق الأبناء، وبعد الجدل هنا وهناك، وتناسل التأويلات والتفسيرات والقراءات والقصاصات على مواقع التواصل الاجتماعي، دون تشخيص وتفكيك الموضوع كظاهرة مجتمعية تتطلب فتح نقاش هادئ.
“خديجة الزومي” عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، تفاعلت مع الموضوع، عبر تدوينة على حسابها الفايسبوكي حيث قالت: ” وأنا أتصفح آراء الناس في النقط التي تم الإعلان عنها في موضوع مدونة الأسرة راعني الكم الهائل من الكاريكاتير والهمز واللمز ،بل آثار انتباهي ( تقول الزومي) أنه حين نتحدث عن المدونة تختزل الأمور بين زوج وزوجة، ولا يأتي احتمال ولو صغير جدا أن هذه الزوجة قد تكون بنتك أو أختك مثلا”.
وتابعت الزومي بالقول: ” ثم لماذا احتدم هذا الصراع بعيدا عن النقاش، فالمدونة لا تخص المرأة ولا تخص المتزوجين أو المقبلين على الزواج بل هي تعني المجتمع، وأساس الأسرة التي من المفروض أن يحميها الجميع باعتبارها لبنةَ المجتمع فإن صلحت صلح المجتمع وإن انهارت انهار المجتمع، كما أنني توقفت كثيرا أمام موضوع الذمة المالية والتي يحدد طبيعتها مبدئيا الأزواج إما أن تكون مشتركة أو مستقلة، وبالتالي فالزوجان أمام اختيارات ولكل اختيار مداخله ومخارجه، ثم لماذا ونحن مقبلين على الزواج نستحضر سوء النية.
وقالت الزومي إن الزواج أصلا هو تعارف وتساكن وتكامل ومحبة ومودة وليس حلبة للصراع، ألم تسمعوا كما سمعت أن هناك زوجات وطاعنات في السن أخرجنا من منزلهن لأن الزوج مات وأصبح في زمام التركة، أليس انسانيا أن تبقى في منزلها حتى تموت هي كذلك وبعد ذلك يدخل في إطار الإرث علما أنه الآن هناك من يسجل عند الموثقين ما يسمى بالعمرى …
ما المشكل تقول الزومي، إذا تعمم وأصبح من حق الزوج والزوجة أن يبقوا في البيت إلى أن يتوفى الزوجين معا .؟؟ ألم نسمع كثيرا بأن الأب منع ابنه أو بنته من السفر مع أمه بدون أي مبرر وللأسف حضرت في مواقف مماثلة عدة مرات تقول الزومي.
وتابعت قائلة: ” ذات مرة اتصلت بي فنانة معروفة أبى زوجها غن يرخص لابنها أن يحصل على جواز السفر ويسافر إلى إحدى المدارس الرياضية باسبانيا .؟؟؟ما معنى أن نعطي للمرأة الأطفال لتقوم بتربيتهم وأظن أن أصعب عملية في هذه الحياة هي تربية الأطفال ونمنعها من اتخاذ قرار كتغيير المدرسة أو الحصول على البطاقة الوطنية ؟؟
بل الأنكى من ذاك أني أعرف سيدة (تقول الزومي)، قررت أن توفر بعض النقود لأطفالها في البنك بأسمائهم وبقيت ردحا من الزمن وهي توفر ولما احتاجت لدعم ابنها الذي أراد أن يسافر لاتمام دراسته وهي التي حرمت نفسها من أشياء عدة وأن كانت بسيطة لم تجد درهما في الحساب لأنها هي تضع من هنا والأب يسحب من هناك ؟.؟أنا لا أناصر طرفا عن الآخر ولا أنزه طرفا عن الآخر ، فالضحايا من هنا وهناك.
وأضافت الزومي بالقول: ” لكن النقاش يجب أن ينصب على النقط في حذ ذاتها للعمل على صناعة نقاش عمومي متوازن يستحضر المصلحة الفضلى للأطفال، وهنا أقف وأقول ( تقول الزومي)، قبل أن يتم الزواج لابد أن يكون كلا الطرفين قادرين على تحمل مسؤولية الأطفال وأن يكونا قادرين على الصبر من أجلهم ومن أجل تربيتهم وتوفير أجواء صحية مبنية على احترام المراة والرجل على حد سواء، لأن من هنا يبدأ الإصلاح، فإن كنا نتزوج بدون استحضار المسؤولية وكلما ضاق بنا الامر نلجأ إلى الطلاق- والذي وصل إلى أرقام مخيفة- وان نترك الأطفال في عواصف مؤلمة مع الزوج او مع الزوجة .فالطفل يحتاج لأبويه. ولا يحتاج إلى نفقة و لا إلى زوجة أبيه والقصص في هذا الموضوع كثيرة ولا إلى زوج أمه وكذلك الفضائع التي تروى في هذا السياق ينذى لها الجبين، فعوض أن نناقش مع من سيبقى الطفل يجب أن نحرص على أن يكون بين ابويه الحقيقين .
وقالت الزومي : ” إن المجلس العلمي في نظري كان متوازنا ولم يمسس بالنصوص القطعية كما كنا نقول دائما ولكنه طرح بدائل وأنا أتقاسم معه موضوع الهبة للأبناء أو لمن شاء المعني، لأن المال في حياة المعني هو ماله يعطيه لم شاء، هبة أو صدقة أو هدية ولكن حين يموت يصبح المال لله وبالتالي يدخل في مسطرة الإرث التي حددها الله، وما أظن أنهم تعدوا أي حد من الحدود”.
وأشارت الزومي بالقول: ” وبالمناسبة وبالمناسبة شرط فإن أطفال الطلاق يعانون سواء كانوا مع الأب أو الأم فقط لأنه يدخل متغير آخر في حياتهم، وكما يقولون في الرياضيات بتغيير المتغير تتغير النتيجة، كما أني لا أفهم لماذا استشاط بعضهم غضبا حين سمعوا أن عمل المراة يدخل في تنمية مداخيل الأسرة وبالتالي فهي شريك، تقول الزومي.
وشددت الزومي بالقول: “فإننا نجد قديما في سوس سنوا عرفا اسموه “حق الكد والسعاية” ثم أنسينا أن المراة حين تكون تعمل خارج البيت فالأسرة تدفع لمن يقوم بهذه الأعمال داخل البيت ؟؟؟ أليس هذا نوعا من المساهمة حين تقوم به المراة نفسها، وما نقول عن تلك المراة التي تعمل خارج البيت وداخله ؟؟.
أنا لست ممن يغلبون كفة المراة على الرجل( تقول الزومي) بل أنا يعجبني التوازن وإعطاء كل ذي حق حق بناء على مبدأ لاتبخسوا الناس أشياءهم، صحيح في بعض الحالات يصعب الفصل بين ما هو حق وما هو غي ذلك لتماهي الخطوط بينهما ولكن الله جعل لنا ضميرا نحتكم إليه.
وختمت الزومي تدوينتها بالقول: ” لكل هذا فأنا أرى بأن النقاش يجب أن ينصب على أن الزواج ليس حدثا عرضيا أو مزاجيا، مختزلا في العلاقة الجنسية بل هو قرار يستوجب الكثير من صدق النية والمودة والقدرة على التنازل بين الطرفين لحساب صيانة بيت الزوجية،…بيت الزوجية لا يمكن بأية حال أن يكون حلبة للصراع بين المرأة والرجل لغني لا أظن أنهما تزوجت ليتباريا من الأقوى ومن سيفوز بالآخر بل هو محبة ومودة وإذا اقتنعنا بهذا فلا أظن أننا سنحتاج إلى محاكم ….فما احوجنا إلى الأخلاق (تقول الزومي)..