سمير الحيفوفي
من عاديات الزمن أن نبتلى بأمثال “سليمان الريسوني”، الذي توبع بجرائم الحق العام، وأعفي عنه، والذي أثبت أنه يتقن فن “المعاطية”، أكثر من أي شيء، وقد جعل من حسابه على “فايسبوك”، منصة يستهجن من خلالها خصومه من النساء اللواتي وقفن في وجهه وكشفن سوءاته.
وإذ ركب “سليمان الريسوني” ظهر بغل الجهالة، وكشف عن كره وازدراء للنساء الصلدات اللائي يضعنه عند حده، فإنه بذلك لم يستطع ركوب صهوة الشجاعة والجرأة، ليقر بأنه ليس غير ضعيف أغوته غوايات الشيطان، وجعلته يشتهي “الرجال”، لحد أودى به إلى السجن، وبأنه قرر الاستئساد على النساء في تصريف بذيء منه لمنطق ذكوري مقيت.
العجيب أن “سليمان الريسوني”، يصر أيَّما إصرار على أن ينزل بنفسه إلى درك أدنى من الدرك السفلي الذي بلغه، بعدما انقشعت الغشاوة التي كان يضعها أمام من غرر بهم، ودلَّس عليهم كونه صحفي جهبيذ لم يجد الزمان بغيره، ولم تلد رحم مثله، والحال أنه مجرد رعديد ورعبيد في تحرٍّ مفارقاتي منه لصفتين لا تلتئمان إلى في لئيم.
ولم يجد “سليمان الريسوني”، من شغل يشغله غير التهجم على صحافيات، ذنبهن الوحيد أنهن لم يطبِّعن مع مرضه الجنسي، ومع ميولاته القميئة، ليلجأ إلى قصيدة لـ”شاعر النساء”، أملا في استهجان ما كشفنه من عوراته، وليسقط عليهن أوصاف تفضح مدى الوضاعة التي يتمرغ فيها، واحترافه لـ”فن المعاطية”.
ولعل تدوينة “سلميان الريسوني”، أبعد من أن تكون عارضة، ففيها تتجلى البغضاء التي يكنها للنساء سيما منهن من يهمن حبا في الوطن ويبذلن الجهود لفضح أعدائه ونكاية في أمثاله من الغارقين في الجهالة، والذين لا يقيمون وزنا إلا للتنفيس عن كربهم بالتهجم على الغير بأقذع الأوصاف.
فهل يدري “سليمان الريسوني”، أن من وصفهن بالعهر قادرات أن يلجأن إلى القضاء للاقتصاص منه، واسترداد كرامتهن التي أمعن في إهدارها على حائطه في “فايسبوك”، أم حسبه أن في المغرب تسود الفوضى، وله أن يقترف ما يشاء دون إيلاء أهمية لما قعده من ركني جريمة القذف والتشهير المادي والمعنوي على حد السواء.
لقد بدا “سليمان الريسوني”، جاهلا والتحف جلد الأفعى التي تبتلع ذيلها ونبح نباح “براقش”، التي جنت على نفسها، وهو يجعل من حائطه في العالم الأزرق منصة يريد منها النيل من خصومه من النساء باستخدام قاموس العهر والفسق والمجون الذي يحفظه عن ظهر قلب.
إن ما ندَّ عن “سليمان الريسوني”، يجرمه القانون وقبله التشريعات السماوية، فلا أحد له الحق في التهجم على الغير بالقذف والسب والتشهير، وهو ما قام به عاشق الرجال الذي انبرى إلى أقصر الطرق لمقارعة الحجة بالحجة، فاحتار الهروب إلى “فن المعاطية”، مثله مثل أي إمَّعة، لا يدري ما يقول ويهرف بما لا يعرف، بلا رقابة من ضميره الميت.