أعلنت صحيفة “ميديابارت” الفرنسية،عن قرارها مغادرة منصة “إكس” (تويتر سابقًا) اعتبارًا من 20 يناير 2025، وهو اليوم الذي سيتولى فيه دونالد ترامب منصب الرئاسة في الولايات المتحدة للمرة الثانية، ويتسلم إيلون ماسك، مالك المنصة، منصبًا وزاريًا في الحكومة الأمريكية الجديدة. وعللت الصحيفة قرارها بأن المنصة أصبحت أداة تضليل واسعة النطاق تخدم “أعداء الصحافة والمصلحة العامة”.
وأكدت الصحيفة أن التحالف بين ترامب وماسك يهدد القيم الديمقراطية، حيث تم توظيف منصة “إكس” لدعم تيار ترامب وترويج التضليل الإعلامي، بما في ذلك تصريح ماسك الشهير بعد الانتخابات: “أنتم الإعلام الآن”، والذي اعتبرته الصحيفة إعلانًا واضحًا لإنهاء دور الصحافة التقليدية.
وأضافت “ميديابارت” أن رسالتها كوسيلة إعلام تتمثل في البحث عن الحقيقة وتقديم معلومات موثوقة ومؤكدة، مشيرةً إلى اقتباس من الفيلسوفة حنة أرندت: “إذا كذب الجميع باستمرار، فلن تكون النتيجة أن يصدق الناس الأكاذيب، بل أن لا يؤمن أحد بأي شيء”، لتؤكد بذلك خطورة التضليل الإعلامي على المجتمعات الديمقراطية.
وشددت الصحيفة على أن الاستمرار في استخدام “إكس” يعني القبول ببيئة معادية للحرية الإعلامية وتعزيزًا لأدوات التضليل. كما دعت قراءها للانضمام إلى منصات بديلة مثل “ماستودون” و”بلوسكاي”، مؤكدةً أنها ستعمل على تعزيز وجودها في هذه المنصات وتوسيع أنشطتها عبر فعاليات عامة ومبادرات تواصل مباشر مع الجمهور في فرنسا.
وأوضحت الصحيفة: “نرفض البقاء في فقاعة أصبحت اليوم سجنًا يخدم أيديولوجية تفوق البيض والسلطوية”، مضيفةً أنها تدرك التحديات المرتبطة بالمنصات البديلة، لكنها ترى في “ماستودون” نموذجًا يمكن الاعتماد عليه بفضل بنيته اللامركزية وسياساته المعتدلة.
أشارت الصحيفة إلى أن نموذجها الاقتصادي القائم على اشتراكات القراء يمنحها حرية القرار بعيدًا عن الاعتماد على خوارزميات المنصات الكبرى، مؤكدةً أنها ستنضم إلى مبادرة جماعية تضم صحفيين وأكاديميين ونشطاء حقوقيين قرروا مغادرة “إكس” احتجاجًا على سياساتها.
واختتمت الصحيفة بالقول: “معًا، نستطيع إعادة بناء شارع رقمي جديد يعيد للإعلام مكانته كمصدر للمعلومات الموثوقة وللحقائق التي تحمي القيم الديمقراطية”.