سلط باحثون وأكاديميون، أمس الثلاثاء بفاس، خلال ندوة علمية دولية، الضوء على التحديات التي تواجه اللغة العربية في العصر الرقمي، مع إبراز أهميتها كجزء من الهوية الثقافية المغربية.
واستعرض المشاركون في الندوة المنظمة، على مدى يومين، من قبل المدرسة العليا للأساتذة بفاس، والجمعية المغربية لخدمة اللغة العربية فرع فاس، والائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية بالمغرب تحت عنوان: “اللغة العربية في ظل تحديات العصر الرقمي والذكاء الإصطناعي”، مجموعة من الأبحاث والدراسات الجديدة في الموضوع، مع تقديم أوراق عمل تسهم في إثراء المعرفة حول اللغة العربية.
ويناقش الباحثون خلال اللقاء عددا من المواضيع العلمية من بينها: اللغة العربية والتعليم الرقمي ودور الوسائط التعليمية الرقمية في تعليم اللغة العربية وتعلمها، والتحديات التقنية وسبل تحسين تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير وانتشار اللغة العربية، ودور المؤسسات الثقافية، وجمالية اللغة العربية بين الأصالة الفنية وتقنية الذكاء الاصطناعي.
في كلمة افتتاحية، أكد نائب رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، المكلف بالبحث العلمي والتعاون، مصطفى حضرمي، أن الجامعة تقوم بدعم البحث العلمي من خلال محاور مختلفة من بينها، حركية الأساتذة والطلبة الباحثين، وشراء المعدات العلمية، ودعم مركز الابتكار.
وشدد على أنه مع تطور التكنولوجيات الحديثة وتأثيرها في الحياة اليومية للإنسان، يتوجب العمل على تثمين ودعم وتطوير اللغة العربية لتكون في مكانتها، والتفكير في آليات لدعم البحث العلمي ونشره باللغة العربية.
بدوره، أكد مدير المدرسة العليا للأساتذة بفاس، علي حيتوف في كلمة بالمناسبة، على أن اللغة العربية تحمل في طياتها تاريخا عريقا وثقافة غنية، حيث تشكل هذه اللغة هوية وثقافة وحضارة، وهي لغة القرآن، والعلم، والأدب، يتوجب الحفاظ عليها، وتعزيز استخدامها في شتى مناحي الحياة.
ولاحظ أنه في خضم عصر التكنولوجيا والابتكار، يواجه العالم اليوم تحديات جديدة تفرضها أدوات الذكاء الاصطناعي والتي أصبحت جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية للفرد، مما يستوجب التفكير في إمكانيات تعزيز استخدام اللغة العربية وتطويرها.
وبدوره، ذك ر رئيس مركز الإسيسكو للغة العربية للناطقين بغيرها التابع لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، مجدي حاج إبراهيم في كلمة بالمناسبة، بالبرامج والفعاليات الثقافية والعلمية التي أطلقتها المنظمة لدعم اللغة العربية وتعزيز استخدامها خاصة من خلال توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأشار رئيس مركز الإسيسكو، إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يمثل حلا سحريا لتحديات تعلم اللغة العربية، حيث من المهم إدراك حدوده.
ومن جهته، أكد رئيس الجمعية المغربية لخدمة اللغة العربية فرع فاس، أحمد العلوي العبدلاوي، أن اللغة العربية تعتبر لغة عالمية ذات هوية حضارية وذات إرث ثقافي استفادت منه الإنسانية، مما كان له الأثر الواضح على ثقافة اللغات العالمية.
من جانبه، أكد الكاتب العام للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية بالمغرب، محمد بلحسن، على أهمية تضافر الجهود وتكاثفها لكي تواكب اللغة العربية التطور والتقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم اليوم.
ويشمل برنامج الندوة المنظمة بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف 18 دجنبر من كل سنة، ثلاث جلسات علمية، وورشة عمل، ومحاضرات تفاعلية تهدف إلى إشراك الجمهور وتعزيز اهتمامهم باللغة العربية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الأعمال الفنية للطلبة مما يساهم في تقوية الفهم الثقافي وتعزيز الهوية العربية لديهم.