أنهى فريقا الجيش الملكي والرجاء الرياضي الجولة الثالثة من دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا بنتائج متباينة عكست الفوارق الحالية بين الفريقين. ففي الوقت الذي تمكن فيه الجيش الملكي من تحقيق تعادل ثمين (1-1) أمام مانييما يونيون الكونغولي في ملعب الشهداء، حصد الرجاء الرياضي هزيمة بهدف نظيف أمام صن داونز الجنوب إفريقي، ما جعله يتذيل ترتيب مجموعته برصيد نقطة يتيمة.
رغم تعثره بالتعادل في الكونغو، حافظ الجيش الملكي على صدارة مجموعته برصيد 5 نقاط، مستفيدًا من أدائه المتماسك على أرضية ملعب صعب مثل ملعب الشهداء. أداء الفريق العسكري بقيادة المدرب الفرنسي هوبير فيلود أثبت مرة أخرى قوته في التعامل مع الضغوط، حيث أظهر اللاعبون روحًا قتالية مميزة ونجحوا في فرض أنفسهم أمام خصم عنيد.
ويرى الدولي المغربي السابق عبد الفتاح العلوي أن التعادل أمام مانييما يونيون يُعد نتيجة إيجابية بالنظر إلى الظروف المحيطة بالمباراة. وأكد العلوي أن المباراة القادمة في المغرب ستكون حاسمة للجيش، إذ ينبغي عليه تحقيق الفوز لتعزيز حظوظه في التأهل ومواصلة المنافسة على اللقب.
وأضاف أن الأداء الجماعي والتنظيم التكتيكي الذي يظهر به الفريق هذا الموسم، يجعله مرشحًا قويًا لتجاوز دور المجموعات، خاصة إذا واصل اللاعبون تقديم المستوى نفسه في المباريات القادمة.
على النقيض، يعيش الرجاء الرياضي وضعًا مقلقًا بعد هزيمته أمام ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي، ما جعله يقبع في المركز الأخير بمجموعته. هذه النتيجة زادت من تعقيد مهمة الفريق في التأهل للدور المقبل، حيث بات مطالبًا بتحقيق العلامة الكاملة في مبارياته الثلاث المتبقية داخل المغرب.
وصف عبد الفتاح العلوي هذه الخسارة بأنها “مخيبة للآمال”، مؤكدًا أن الرجاء أصبح يدفع ثمن غياب التوازن بين خطوطه الثلاثة، لا سيما المنظومة الهجومية التي تُظهر عجزًا واضحًا في تسجيل الأهداف.
وأشار العلوي إلى أن الفريق يفتقر إلى حلول جماعية في الهجوم، حيث أصبحت الأهداف تأتي غالبًا من جهود فردية أو من الكرات الثابتة. وأضاف: “تحسين المنظومة الهجومية وتطوير أداء الفريق بشكل عام يجب أن يكون أولوية قصوى إذا أراد الرجاء العودة إلى المنافسة على الألقاب”.
بينما يسير الجيش الملكي بثبات نحو تحقيق هدفه في التأهل، يبدو الرجاء مطالبًا بمعجزة كروية لتدارك موقفه في دوري الأبطال. مباراة الإياب للجيش أمام مانييما يونيون تُعتبر فرصة ذهبية لتأكيد الصدارة، في حين أن الرجاء بحاجة إلى صحوة فنية ونفسية شاملة إذا أراد قلب الطاولة على منافسيه في المباريات القادمة.
في الختام، ورغم التباين في النتائج، يبقى الفريقان سفراء الكرة المغربية في دوري أبطال إفريقيا، حيث تتطلع الجماهير إلى رؤية أداء يليق بسمعة الكرة الوطنية، سواء من الجيش الملكي الذي يظهر كفريق منظم وطموح، أو من الرجاء الذي يُنتظر منه تجاوز أزماته واستعادة بريقه المعتاد.