أثار الموقف الثابت للجزائر في دعم نظام بشار الأسد ردود فعل غاضبة لدى العديد من السوريين الذين استنكروا هذا التأييد الواضح لنظام وصفوه بالديكتاتوري، ولم يكن أحد يتصور أن يتجاوز الدعم الجزائري للنظام المخلوع الدعم الدبلوماسي، حيث أكدت مصادر متطابقة أن الجزائر أمدت النظام السوري بالجنود والعتاد أيضا لمواصلة قمع المواطنين في سوريا، هذا الدعم الذي يدفع للتفكير في الهدف من ورائه، والذي لا يمكن إلا أن يكون استمرار النظام في الجزائر على حاله!.
وفي تصريح حول الموضوع لـ”اخبارنا”، قالت صريا بن عودة، الباحثة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أنه و”مع اندلاع الأزمة السورية في عام 2011، كانت الجزائر دائمًا تدعو إلى الحلول السلمية والتفاوضية للأزمة، والابتعاد عن التدخلات العسكرية الخارجية، لنتفاجأ الان بأنباء عن مشاركة الجزائر المباشرة في قمع الشعب السوري، وكذا تسخير مرتزقة البوليساريو في المنطقة”.
وأضافت المتحدثة أن “الجزائر كانت من الدول التي دعمت الحكومة السورية في محافل دولية، وهو ما جعل المعارضة السورية تعتبر أن نظام الجزائر يمثل عدوًا للشعب السوري، وهو الامر الذي برز مجددا الان بعد سقوط نظام بشار حليف الكابرانات”.
واستطردت بن عودة متحدثة لـ”اخبارنا”، لتعتبر أن “نهاية نظام العسكر في الجزائر اقتربت، بعد سقوط النظام السوري، فالدعم الذي ذكرناه لم يكن الا وليد تخوف الكابرانات من سقوط حليف رئيسي في المنطقة العربية، فالدكتاتوريون لا شك يؤيدون بعضهم البعض، إضافة إلى ضرورة اعتبار ما يجمع هذين البلدين من علاقة بروسيا عاملا مهما في الموضوع”.
هذا، واختتمت الباحثة في العلاقات الدولية والعلوم السياسية بالقول “يجد نظام العسكر اليوم نفسه في وضع حرج جراء مواقفه الداعمة لنظام بشار الأسد ؛ كما يواجه تحديات على الصعيد الداخلي حيث تزداد الاحتجاجات الشعبية ضد السياسات السوسيو-اقتصادية التي تقود البلاد نحو المجهول”.