شهدت قمة “GenAI” تأكيدًا على النمو المتسارع لاعتماد الذكاء الاصطناعي في الشركات، مع توقعات بزيادة نسبة التطبيقات المستخدمة له من 1% إلى 33% بحلول نهاية العام. ورغم هذا التزايد الواعد، أشار الخبراء إلى تحدٍ رئيسي يتمثل في فشل العديد من المشاريع الرقمية في الانتقال من مرحلة التجارب إلى الإنتاج. ويُعزى ذلك بشكل كبير إلى تخصيص 80% من الموارد لجمع البيانات، مقابل 20% فقط لتطوير النماذج الذكية.
في هذا السياق، أكدت صوفيا كوكاب، العضو في شركة NBS للاستشارات، خلال قمة “GenAI” المنعقدة أمس الثلاثاء بمدينة الرباط، أن دراسة صادرة عن “غارتنر” تتوقع ارتفاع نسبة التطبيقات المستخدمة للذكاء الاصطناعي داخل الشركات عالميًا من 1% إلى 33% بحلول نهاية العام الجاري. وأشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي سيصبح جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية أي شركة تطمح إلى النجاح والنمو في المستقبل.
ضرورة التحول الرقمي
وتناولت المتحدثة، خلال كلمتها، أحدث الاتجاهات في عالم الأعمال وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز كفاءة الأعمال ويعيد تشكيل مستقبل الشركات. وأكدت أن التحول الرقمي لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة ملحة، إذ يتعين على الشركات التي تسعى للبقاء في صدارة المنافسة مواكبة التغيرات السريعة في التقنيات. وأوضحت أن الشركات بحاجة إلى التركيز على الابتكار واستخدام أدوات مثل إدارة علاقات العملاء (CRM)، والبيانات، والذكاء الاصطناعي لتحقيق النجاح المستدام.
أشارت صوفيا إلى التطورات التي حققها الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة، مبرزة دوره الكبير في تسهيل العمليات الداخلية للشركات. وأوضحت أن الذكاء الاصطناعي أصبح قادرًا على تولي العديد من المهام التكرارية، مثل إدارة البريد الإلكتروني وكتابة التقارير، مما يتيح للموظفين التركيز على جوانب أخرى أكثر استراتيجية.
كما أوضحت المتحدثة أن الذكاء الاصطناعي يمر الآن بمرحلة جديدة من التطور، وهي مرحلة “الوكيل الذكي”. يتميز هذا النوع من الذكاء الاصطناعي بقدرته على اتخاذ قرارات مستقلة والتعلم من بيئته. واعتبرت أن “الوكيل الذكي” يمثل خطوة نحو المستقبل، حيث يوفر للأنظمة قدرة أكبر على التفاعل بشكل مستقل.
تطورات الذكاء الاصطناعي
من جانبه، شدد جيانلوكا بيرناكيا، شريك أول في شركة DXC للاستشارات، على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي، مشيرًا إلى التحديات والفرص التي يمكن أن يحققها هذا القطاع باستخدام تقنيات التحليل والذكاء الاصطناعي. وأوضح أن الفشل في تحويل المشاريع التجريبية إلى حلول قابلة للإنتاج يعود غالبًا إلى تخصيص 80% من الموارد لجمع البيانات وتنظيمها، فيما يذهب 20% فقط لتطوير النماذج الذكية.
أكد بيرناكيا أهمية تخصيص الحلول لتناسب الصناعات المختلفة، موضحًا أن الشركات تحتاج إلى استراتيجيات مرنة لتطبيق هذه الحلول في مجالات مثل الموارد البشرية والعمليات المالية. ولفت إلى أهمية التعاون المبكر مع العملاء لفهم تحدياتهم وتطوير حلول فعالة. كما دعا إلى تسريع وتيرة التحول الرقمي من خلال تفعيل الأنظمة الذكية التي تقلل الجهود البشرية وتسرّع العمليات المعقدة.
باختصار، أكد الخبراء في قمة “GenAI” أن الذكاء الاصطناعي يمثل محركًا رئيسيًا للتحول الرقمي، مشيرين إلى أن نجاح الشركات في المستقبل يعتمد على مدى قدرتها على تبني هذه التقنيات بشكل استراتيجي ومستدام