في إطار الاستعدادات الكبرى التي تشهدها المملكة لاستضافة كأس العالم 2030، تسعى الجهات المنتخبة في جهة الدار البيضاء-سطات إلى تعزيز مكانة الجهة كأداة أساسية تدعم تطلعات المغرب لإنجاح هذا الحدث العالمي.
وتستند هذه الجهود إلى مشاريع تنموية طموحة تهدف إلى تحسين البنية التحتية، وتعزيز النشاط الاقتصادي، وتحقيق الاستدامة، مما يجعل من الدار البيضاء ليس فقط عاصمة اقتصادية، بل أيضًا منصة رياضية وثقافية عالمية.
ضمن هذه الرؤية، شهد مقر ولاية جهة الدار البيضاء-سطات مؤخرًا لقاء تشاوريًا لدراسة الخطط التي تهدف من أجل النهوض بأوضاع الجهة.
اللقاء جمع مسؤولين حكوميين وشركاء اقتصاديين، وشكل فرصة لتحديد الخطوات الأساسية لدعم الجاذبية الاستثمارية للجهة وربطها بالتحضيرات لاستضافة كأس العالم.
وأكد عبد اللطيف معزوز، رئيس مجلس الجهة، خلال كلمته أن تطوير البنية التحتية الصناعية واللوجستية يمثل أولوية قصوى ضمن البرنامج الجهوي للتنمية (2022-2027).
ولفت الانتباه إلى أن الجهة تسعى لإنشاء أربع مناطق صناعية كبرى في مواقع استراتيجية تشمل المنطقة الصناعية لغديرة بإقليم الجديدة، والمنطقة الصناعية حد السوالم بإقليم برشيد، والمنطقة الصناعية Fiaset بإقليم سطات، والمنطقة الصناعية الرشاد بجماعة المجاطية أولاد طالب بإقليم مديونة.
كما تشمل المشاريع منطقتين لوجيستيكيتين شمال وجنوب الدار البيضاء لتعزيز شبكة النقل وتسهيل حركة البضائع.
المناطق الصناعية واللوجستية المخطط لها ستسهم في تلبية احتياجات المستثمرين من حيث جودة البنية التحتية والخدمات المساندة، مع التزام بمعايير عالمية تسهم في جذب استثمارات أجنبية مباشرة.
من المتوقع أن توفر هذه المناطق فرص عمل جديدة وتدعم القطاعات المرتبطة بكأس العالم، مثل السياحة والخدمات والتجارة.
وضمن سياق التحضيرات، يشكل تعزيز قدرة الجهة على استقبال وفود رياضية وسياحية دولية أولوية لتأكيد استعداد المملكة لاستضافة الحدث بكفاءة.
في السياق ذاته، يعكف كل من والي جهة الدار البيضاء-سطات، محمد امهيدية ورئيس الجهة عبد اللطيف معزوز، على تطوير مشاريع تحسين البنية التحتية للطرق والنقل العام في الجهة، إذ من المقرر تحديث وتوسيع شبكة الطرق السريعة وتعزيز النقل الحضري مع فك العزلة في الضواحي والدواوير.
وتأتي هذه المبادرات ضمن خطة متكاملة تهدف إلى رفع جاهزية الدار البيضاء لاستقبال الأعداد الهائلة من الجماهير العالمية المتوقعة في كأس العالم، مع ضمان تجربة تنقل سلسة ومريحة.
إلى جانب الاستعدادات الرياضية والبنية التحتية، يُعنى البرنامج أيضًا بتحسين جودة الحياة لسكان الجهة من خلال دعم التعاونيات والأنشطة المدرة للدخل، مما ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد المحلي. تسعى الجهة إلى تحقيق توازن بين التحضيرات للحدث العالمي والارتقاء بمستوى العيش للسكان، ما يجعلها نموذجًا للتنمية المتكاملة التي تجمع بين الاستدامة والابتكار.
من خلال هذه الجهود، يتضح أن جهة الدار البيضاء-سطات تستعد لتكون القلب النابض لاستضافة كأس العالم 2030، ليس فقط كوجهة رياضية، بل كرمز للتنمية الوطنية المتجددة.
هذا الالتزام يعكس تطلعات المملكة لترك بصمة عالمية تتجاوز استضافة البطولة، لتشمل تعزيز صورتها كدولة تجمع بين الإرث الثقافي والتقدم العصري.