ينتشر مخدر “البوفا” بشكل سريع للغاية وسط الشباب المغربي في الأسابيع الأخيرة، ما دفع ناشطين من المجتمع المدني ومختصين إلى دق ناقوس الخطر بشأن هذا المخدر سريع الإدمان. يُسمى هذا المخدر بـ “كوكايين الفقراء” بسبب ثمنه الرخيص، ويتميز عن باقي المخدرات بكون مستعمله يقع في فخ الإدمان بسرعة.
وفي هذا السياق، أوضح عبد الصمد الهواري، الناشط في مجال محاربة المخدرات، في حديث خص به “أخبارنا” أن “عصابات الاتجار في المخدرات تعتمد على منطق تجاري، حيث تقوم بتخفيض أسعار جرعة هذا المخدر، والتي تتراوح ما بين 40 و70 درهمًا، من أجل توسيع قاعدة الإدمان وجذب الفئات ضعيفة الدخل”.
وأشار المتحدث إلى أن “مخدر البوفا عبارة عن بقايا مخدر الكوكايين التي يتم طهيها على نار هادئة مع مواد كيميائية مثل الأمونياك، حتى تتحول إلى مادة شديدة التخدير، يتم استهلاكها عن طريق الاستنشاق أو التدخين. وتمنح هذه المادة شعورًا بالنشوة يستمر لفترة أطول مقارنة بالمواد الأخرى، كما تمنح إحساسًا مهدئًا”.
هذا المزيج القاتل، الذي يتحول المدمن عليه إلى ما يشبه الموتى الأحياء “الزومبي”، لا يمكن أن تكون “الأحكام الصادرة في حق بارونات المخدرات متوافقة مع الجرم الذي يرتكبونه، فهم يدمرون الشباب، أساس المجتمع، مقابل أحكام مخففة غالبًا لا تتجاوز ثلاثة أشهر”، حسبما ذكر المتحدث.
وفي تفاعل مع تداول فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تحذر من انتشار مخدر “البوفا” وسط الشباب، أطلق نشطاء مغاربة حملة تدعو إلى التصدي لمروجي هذا النوع من المخدرات. وفي الوقت نفسه، تواصل السلطات الأمنية شن حملات مستمرة لتوقيف كل من يثبت تورطه في ترويج هذا المخدر وغيره من المؤثرات العقلية التي تنتشر خاصة في صفوف الشباب والمراهقين.
