علمت جريدة “مدار21” من مصدر مهني مسؤول أن واردات المغرب من القمح، ابتداء من فاتح يونيو وإلى حدود نهاية أكتوبر الفارط، بلغت 5 ملايين و300 ألف قنطار، وهو ما جعلها تزاحم فرنسا على صدارة قائمة الموردين الرئيسيين للمملكة، والتي صدرت للرباط في نفس الفترة 5 ملايين و100 ألف.
وتوقع المصدر المسؤول أن يبلغ إجمالي صادرات المغرب من القمح اللين خلال نهاية العام الجاري 2024، 50 مليون قنطار، مسجلا أن ذلك يعد سابقة بالنسبة للمملكة، متوقعا أن تحافظ واردات المغرب في السنوات المقبلة على نفس الوتيرة التصاعدية.
ويعزى رفع المغرب لصادراته من القمح، لتسجيل محصول البلاد من الحبوب تراجعا ملحوظا بـ43 في المئة، إذ قدر بـ31.2 مليون قنطار، مقارنة بـ55.1 مليون قنطار في الموسم السابق 2022-2023، وذلك بحسب مذكرة صادرة عن مديرية الدراسات والتوقعات المالية.
وأشار المصدر ذاته، بداية شتنبر الفارط، إلى أن هذا الانخفاض الملحوظ سجل على مستوى إنتاج الحبوب الرئيسية الثلاثة، إذ بلغ محصول المملكة من القمح الطري 17.5 مليون قنطار، و7.1 ملايين قنطار من القمح الصلب، و6.6 ملايين قنطار من الشعير.
وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة قد توقعت بدورها في يونيو الفارط، أن تصل واردات المغرب من القمح إلى 7.5 ملايين طن هذا العام، وذلك بارتفاع قدره 19 في المئة لتعويض الانخفاض المتوقع في الإنتاج المحلي.
وفي تقرير حديث، توقعت المنظمة العالمية أن ترتفع واردات القمح الإفريقي في نفس الفترة بنسبة 2.2 في للمئة لتصل إلى مستوى قياسي يبلغ 55.6 مليون طن، مسجلة أن المغرب من المتوقع أن يشهد الجزء الأكبر من هذه الزيادة.
وأوضحت أن المملكة المغربية، تحتل المركز السادس في قائمة أكبر عشرة مستوردين للقمح هذا العام، خلف مصر التي من المتوقع أن تستورد أكثر من 12 مليون طن، وإندونيسيا (حوالي 12 مليون طن)،. وتركيا (أكثر من 10 ملايين طن)، الصين (9 ملايين طن) والجزائر (أكثر من 8 ملايين طن)، وقبل بنغلاديش والفلبين ونيجيريا،
وأشارت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو” إلى أنه من المتوقع أن ينخفض إنتاج القمح العالمي بشكل طفيف في عام 2024 بنسبة 0.1 بالمئة مقارنة بمستوى الموسم السابق ليصل إلى 787 مليون طن.
ولفتت إلى أن معظم هذا الانخفاض في الإنتاج من المتوقع أن ينجم عن تخفيضات الإنتاج المخطط لها في الاتحاد الأوروبي، وأوكرانيا وتركيا والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية والمغرب، في تقريرها نصف السنوي عن توقعات الأغذية العالمية.
وبخصوص شمال إفريقيا، أبرزت المنظمة في تقريرها، أنه كان لنقص هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة تأثير سلبي على حالة محاصيل القمح. وفي المغرب تحديدا، “من المتوقع أن ينخفض الإنتاج بنسبة 40% تقريبا مقارنة بالعام الماضي. ليصل إلى 2.5 مليون طن، وهو أقل من المتوسط”، حسبما تؤكد الفاو في تقريرها.
ومنتصف ماي الفارط، كشف محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن محصول المغرب من الحبوب يرتقب أن يصل إلى حوالي 33 مليون قنطار هذه السنة، موضحا بالمقابل تراجع المساحات المزروعة بالمغرب بشكل غير مسبوق منذ 40 سنة.
وأشار الوزير، خلال حوار “مع بلهيسي”، بث عبر منصات جريدة “مدار21″، إلى تأثر محصول الحبوب باستمرار الجفاف وقلة الأمطار للسنة الثالثة على التوالي بالمغرب، مسجلا ما تعيشه البلاد من “ندرة عنيفة وغير مسبوقة للمياه”، مما أثر كثيرا على القطاع الفلاحي بكل سلاسل الإنتاج.
وقال صديقي إن الموسم الفلاحي لهذه السنة سيكون مشابها لنظيره سنة 2022، موضحا أنه خلال السنة الماضية كانت الإنتاجية أحسن ووصلنا 55 مليون قنطار من الحبوب مقارنة بالسنة التي كانت قبلها والتي بلغ الإنتاج خلالها 33 مليون قنطار، مفيدا بأنه خلال هذه السنة يرتقب أن يتراوح إنتاج الحبوب بين 30 و33 مليون قنطار