في تطور جديد يؤشر إلى مُضي أزمة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان نحو مزيد من التعقيد، أبلغ ممثلو طلبة شعبة الطب باللجنة الوطنية للطب والصيدلة، هذا المساء، محمدا بنعليلو، وسيط المملكة، رفض الطلبة العرض الأخير الذي قدمته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكوين العلمي الأسبوع الماضي، وفق ما أفاد به مصدر مطلع من اللجنة جريدة هسبريس الإلكترونية، مؤكدا اتجاه “أطباء الغد” نحو مقاطعة الدخول الجامعي.
وقال مصدر هسبريس إن اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة راسلت الوسيط، هذا المساء، لإبلاغه برفض طلبة شعبة الطب للعرض الحكومي الذي جرى تقديمه لممثليها السبت الماضي؛ حيث رفضه ما يصل إلى 81,4 في المائة من الطلبة اعتبروه “غير كافٍ ولا يجيب عن تطلعاتهم في ما يخص النقاط العالقة، فضلا عن كونه عرف تراجعات عديدة في ما يخص نقاط تم الاتفاق حولها سابقا.
وبينت نتائج التصويت، الذي جرى بواسطة استمارات موحدة وطنيا، وفق المصدر ذاته، عن اتجاه غالبية الطلبة المصوتين ونسبتهم 81,5 في المائة من مجموع طلبة الطب إلى اعتبار كافة النقاط العالقة ذات أولوية وتأتي على قدم المساواة والأهمية.
وأضاف المصدر عينه أنه جرى “تسجيل تقدم طفيف لنقطتي رفض تقليص مدة التكوين من سبع إلى ست سنوات وكذا عودة الموقوفين والتراجع عن حل مجالس الطلبة، على نقطة توفير ظروف العودة وكيفية تدبير واستدراك الامتحانات المقاطعة”.
وسيقاطع الطلبة الدخول الجامعي الجديد الذي حددته الوزارة لفائدتهم في 14 أكتوبر، وفق المصدر ذاته الذي أكد أن “86,9 في المائة من الطلبة عبروا عن تأييدهم الاستمرار في مسلسلهم النضالي، في ظل استمرار عدم التجاوب مع النقاط العالقة سالفة الذكر”.
جاء ذلك بعد يومين من عرض ممثلي طلبة الطب والصيدلة العرض الحكومي، الذي تلقوه من مؤسسة وسيط المملكة السبت الماضي، على التصويت على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل الفوري الخاصة بالطلبة، طيلة اليومين الماضيين.
وهذه النتائج تأتي، حسبما ذكره مصدر هسبريسن، بعدما “وضعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي كل العراقيل بغية نسف هذه الوساطة”، إذ رفضت “مطالبة ممثلي الطلبة بالسماح لهم بتنظيم جموع عامة وسط الكليات لحلحلة هذه الأزمة عبر النقاش البناء، على ما أبلغنا به وسيط المملكة ردا على مراسلة كنا وجهناها إليه بهذا الخصوص”.
وكان الطلبة قد التمسوا، في المراسلة التي وجهوها أول أمس الثلاثاء إلى وسيط المملكة واطلعت عليها هسبريس، بـ”تمديد أجل الوساطة التي حددتها الوزارة مع الأسف، وكأنها تحاول تسريع الوصول للسنة البيضاء، خاصة بعد برمجتها لدورة جديدة من الامتحانات وسط الوساطة مع مؤسسة الوسيط”.
وأضاف مصدر الجريدة أن طلبة شعبة الطب ما زالوا منفتحين على وساطة مؤسسة الوسيط، مؤكدا أنهم “يثمنون موقف المؤسسة ويتشبثون بها كوساطة جادة ومسؤولة من شأنها الدفع بملف قابله التهميش كثيرا ليرى النور”، محذرين بالمقابل “من كل تدخل يرمي إلى نسف الجهود المشتركة والعودة بنا إلى نقطة الصفر من طرف أية جهة كانت”.
ونفى المصدر ذاته، بهذا الخصوص، وجود توتر بين ممثلي الطلبة ووسيط المملكة على خلفية استمرار الوساطة دون التوصل إلى أية تسوية حتى الآن، مؤكدا أن “كافة الاجتماعات مع السيد الوسيط شهدت مستوى عاليا من النقاش المحترم”.
جدير بالذكر أن هذا التطور يأتي بعدما قاطع طلبة الطب الامتحانات الاستدراكية للفصل الثاني، التي انطلقت في 4 أكتوبر الماضي، بنسب تفوق 93 في المائة في جميع الكليات، رغم عدد من الوعود التي قطعتها الوزارة لمن سيجتازون هذه الامتحانات؛ وعلى رأسها تعويض نقطة الصفر ودورة استثنائية خاصة”.
وحسب ما كشفته مصادر هسبريس حينها، فقد سجلت أعلى نسبة مقاطعة بكليات الطب والصيدلة بكل من بني ملال ومراكش والعيون، حيث بلغت 100 في المائة، فيما قاطع طلبة الطب بكلية طنجة هذه الامتحانات بنسبة 99,4 في المائة، في حين بلغت نسبة المقاطعين بالرباط 97,4 في المائة، وضمنهم “من اجتازوا الدورة الاستثنائية الأخيرة الخاصة بالاختبارات الاستدراكية للفصل الأول”، بينما وصلت نسبة المقاطعة في كلية وجدة إلى 93.41 في المائة.