الأربعاء, يناير 15, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيإيران ترحب بتحسين علاقاتها مع المغرب.. هل تغير طهران موقفها من ملف...

إيران ترحب بتحسين علاقاتها مع المغرب.. هل تغير طهران موقفها من ملف الصحراء؟



قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية إسماعيل بقائي إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترحب دائما بتحسين وتوسيع العلاقات مع المغرب ومع دول الجوار ودول المنطقة والدول الإسلامية، مؤكدا على أن تاريخ علاقات بلاده مع المغرب واضح، وفقا لوكالة مهر للانباء.

ويرى مراقبون أن التصريحات الأخيرة للمسؤول الإيراني تعكس رغبة طهران في تجاوز التوترات التي شابت العلاقات بين البلدين خلال السنوات الماضية. وكان قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إيران في 2018 من أبرز تلك التوترات، بعد اتهامه لطهران بدعم جبهة البوليساريو المسلحة عبر ذراعها العسكري “حزب الله” اللبناني، ما أدى إلى تعميق الخلافات بين البلدين.

وسعى المسؤولون الإيرانيون منذ ذلك الوقت إلى إعادة فتح قنوات الحوار مع المغرب. ففي تصريحات لوزارة الخارجية الإيرانية، وتحديدا على لسان المتحدث الرسمي إسماعيل بقائي، تم التأكيد على رغبة طهران في تحسين علاقاتها مع دول مثل المغرب، من خلال التركيز على التعاون الدبلوماسي والاقتصادي. وأعربت إيران عن رغبتها في بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مع التأكيد على ضرورة تحقيق الاستقرار في المنطقة.

وشدد بقائي في تصريحاته الجديدة على أن إيران ستواصل اتباع سياستها التقليدية في تعزيز علاقاتها مع الدول وفقا لمبادئ “الكرامة والحكمة والمنفعة”. وأضاف أن هذه السياسة تأخذ بعين الاعتبار المصالح الوطنية لإيران وكذلك المصالح الإقليمية والدولية، وخاصة تلك المرتبطة بالعالم الإسلامي.

وتثير هذه التصريحات العديد من التساؤلات حول مدى تأثيرها على قضية الصحراء المغربية، وحول ما إذا كانت إيران مستعدة لتغيير موقفها من النزاع المفتعل، وهي المعروفة بدعمها العلني لجبهة البوليساريو الانفصالية.

ويرى مراقبون أنه في ظل سعي المغرب لتعزيز علاقاته مع القوى الكبرى في المنطقة، قد تجد إيران نفسها أمام ضرورة إعادة تقييم موقفها من قضية الصحراء المغربية، مشيرين إلى أن التطورات الجديدة التي تعرفها قضية الصحراء المغربية قد تجبر طهران على تبني سياسة أكثر مرونة في تعاطيها مع هذا الملف، بما يتناسب مع التحديات والتحولات الجيوسياسية في شمال إفريقيا.

وحول الموضوع، لفت عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، إلى أن هناك قضايا استراتيجية حساسة بالنسبة للمغرب لإعادة تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وهي قضية التشيع بالمغرب ومسألة احترام السيادة المغربية على الصحراء. ويبدو أن إيران تعي جيدا وجاهة الأسباب التي دفعت المغرب إلى قطع علاقاته الدبلوماسية معها.

وأضاف الخبير ذاته في تصريح لجريدة “العمق” أن المملكة المغربية عاشت أزمات دبلوماسية مع إيران على خلفية برنامج تعليمي يستهدف نشر التشيع بالمملكة، فضلا عن علاقات مشبوهة مع جبهة لبوليساريو. في وقت كشفت تقارير استخباراتية مغربية عن برنامج تعاون وثيق بين السفارة الإيرانية في الجزائر مع التنظيم الانفصالي لجبهة البوليساريو حول تقديم دعم عسكري عبارة عن صواريخ أرض جو، فضلا عن برنامج تدريب عسكري مع الأذرع الإيرانية كحزب الله اللبناني.

ولهذه الاعتبارات، يضيف الفاتحي، “لا أعتقد أن الرباط معنية بشكل قوي بتطبيع العلاقات مع طهران إلا في حالة قررت تحسين علاقاتها مع الدول الشقيقة للمملكة المغربية والكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية”. مؤكدا على أن هذا الرأي يزكيه عدم تفاعل المغرب مع تصريحات وزارة الخارجية الإيرانية عن اهتمام بلادها بتطبيع علاقاتها مع الرباط والقاهرة.

وعليه، يؤكد المحلل السياسي، فإن التطبيع مع طهران لا يشكل أولوية قصوى للمملكة والمغربية، ولا يشكل موقف إيران الداعم لجبهة البوليساريو أولوية في أجندة الدبلوماسية المغربية التي لها رهانات نحو دول ذات تأثير وازن في العلاقات الدولية.

ولذلك لا يتوقع وجود حماسة كبيرة من الجانب المغربي لتطبيع العلاقات مع طهران، حتى وإن لوحت بإعادة النظر في موقفها من النزاع حول الصحراء، فإن ذلك لن يكون مغريا بشكل كبير بالنسبة للدبلوماسية المغربية. إلا أن المغرب قد يطبع علاقاته مع طهران في تقييم المصالح على أساس مواقفها الدولية وعدم تدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية الشقيقة، وفق ما جاء في تصريح الفاتحي.



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات