بعدما أظهر المنتخب الوطني قوة هجومية ودفاعية استثنائية في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025، بتسجيله 26 هدفًا مقابل تلقي شباكه هدفين فقط، تثار التساؤلات حول مدى جاهزيته لمنافسة كبار القارة السمراء في البطولة التي ستقام على أرضه.
أداء متميز في التصفيات
استطاع المنتخب المغربي الهيمنة على مجموعته بفضل التناغم بين اللاعبين تحت قيادة الناخب الوطني وليد الركراكي.
انتصارات ثقيلة، من قبيل الفوز على ليسوتو ب(7-0) والغابون (5-1)، أكدت امتلاك الفريق للموهبة والمرونة في الأداء، مع بروز أسماء شابة مثل إلياس بن صغير وإسماعيل صيباري، إلى جانب ركائز الفريق المتمثلة في العميد أشرف حكيمي وياسين بونو.
نقاط قوة الأسود
ويستند المنتخب المغربي إلى مجموعة من العوامل التي قد تعزز فرصه في تحقيق لقب “كان”، الغائب عن خزانة ألقاب المغرب لقرابة نصف قرن.
ويتميز “أسود الأطلس” بقوة هجومية كبيرة، وهو ما ظهر بوضوح في التصفيات، إذ سجل الفريق 26 هدفًا.
كما تألق عدد من اللاعبين من قبيل إبراهيم دياز وسفيان رحيمي ما ساهم في التعزيز من الفاعلية الهجومية، بينما أظهر الفريق قدرته على تسجيل أهداف من اللعب المفتوح والهجمات المرتدة.
ولم يتلقَّ المنتخب سوى هدفين خلال التصفيات، بفضل خط دفاع منظم بقيادة نايف أكرد، إضافة إلى أداء جيد للحارس ياسين بونو.
المدرب وليد الركراكي، أبان عن قدرة على تنويع أساليب اللعب، مع استخدام أسماء شابة وجديدة إلى جانب عناصر الخبرة، ما جعل الفريق أكثر مرونة في التعامل مع مختلف السيناريوهات.
ويُشكل الدعم الجماهيري في البطولة التي ستقام على أرض المغرب عنصرًا حاسمًا، خاصة وأنه أخدا بالجانب التاريخي تكون الفرق المضيفة أكثر حظًا في التتويج، ويعد التنظيم فرصة للمغرب لتعزيز هذا التوجه.
التحدي أمام عمالقة القارة
ورغم نقاط القوة، يبقى التحدي الحقيقي في مواجهة منتخبات، مثل السنغال، الذي يمتلك لاعبين في كبرى الأندية الأوروبية، ومصر، صاحب الرقم القياسي في المسابقة بـ7 ألقاب، والجزائر بطلة 1990و2019.
الحفاظ على المستوى العالي والعمل على سد أي ثغرات تكتيكية سيكون مفتاح التفوق أمام هذه الفرق.
تحديات رغم النتائج الإيجابية
وعلى الرغم من هذه النتائج، أشار الركراكي إلى وجود مجال لتحسين بعض الجوانب، مثل تقليل التمريرات الخاطئة واستغلال الفرص أمام الفرق الكبرى.
وتابع الركراكي في تصريح صحافي عقب مباراة المنتخب الوطني التي جمعته بنظيره ليسوتو يوم أمس بوجدة قائلاً: “رغم الأداء الجيد جدًا، ما زال أمامنا الكثير من العمل للوصول إلى هدفنا الأكبر، وهو الفوز بكأس أمم إفريقيا”.
وأضاف: “لقد حققنا الأهم في التصفيات، لكن كانت هناك مباريات لم نظهر فيها بالمستوى المطلوب”، مؤكدا أن “التحدي الأكبر كان استعادة ثقة الجمهور المغربي، الذي يضع آمالًا كبيرة علينا، وهذا ما نجحنا فيه حتى الآن”.
ضغط البلد المضيف
ويُعد تنظيم المغرب لـ”كان 2025” فرصة ذهبية للفوز باللقب الإفريقي الذي طال انتظاره منذ 1976، لكنه يشكل ضغطًا كبيرًا على اللاعبين والجهاز الفني لتحقيق تطلعات الجماهير.
ويشير المحللون ومتتبعو الشأن الرياضي بالمغرب إلى أن نجاح المنتخب يعتمد على الإعداد النفسي والتكتيكي الجيد لمباريات الأدوار الإقصائية.
وبينما يظهر المنتخب المغربي في أفضل حالاته مؤخرًا، فإن الاستعداد لمقارعة عمالقة القارة يتطلب تعزيز الأداء ضد الفرق القوية، وتحقيق توازن بين الروح الهجومية والانضباط الدفاعي.