تشهد العلاقات بين المغرب وإيران تحولات ملحوظة، حيث تبدو طهران حريصة على إعادة بناء جسور التواصل مع الرباط بعد فترة من القطيعة الدبلوماسية، ويأتي هذا في إطار تغييرات إقليمية حيث تسعى ايران لتوسيع دائرة حلفائها وشركائها.
في سياق متصل اعتبرت صريا بن عودة، المتخصصة في العلاقات الدولية، أن “عودة العلاقات بين إيران والمغرب تمثل خطوة هامة في تعزيز التعاون الدبلوماسي والاقتصادي بين البلدين، بعد قطيعة استمرت لعدة سنوات”.
وأكدت “بن عودة” أن قرار قطع العلاقات جاء “في سياق التوترات الإقليمية والمواقف السياسية المتباينة بين البلدين، حيث تدعم إيران أطرافًا معينة في المنطقة، بينما يلتزم المغرب بسياسات موالية للمجتمع الدولي، علاوة على ما يدل على وجود خلاف بين البلدين حول قضية وحدة الأراضي المغربية”.
هذا، وربطت المتحدثة عودة العلاقات بين البلدين إلى “ضرورة حدوث تحولات في مواقف كلا البلدين تجاه القضايا الإقليمية والدولية الحساسة، وعلى رأسها النزاع المفتعل في الصحراء الغربية، حيث يواصل المغرب الدفاع عن سيادته على الإقليم، بينما تواصل إيران دعم بعض القوى الإقليمية التي تتبنى مواقف معارضة لمواقف الرباط. وباختصار، فإن العودة المحتملة للعلاقات بين إيران والمغرب تمثل فرصة لتجاوز الخلافات السابقة وبناء علاقات أكثر استقرارًا وتعاونًا في المستقبل، لكن يتطلب الأمر توازنًا دقيقًا في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية الحساسة”.
وتجدر الإشارة إلى أنه لم ينعقد أي لقاء رسمي بين المغرب وإيران في القمة العربية الاسلامية الاستثنائية المنعقدة يوم 11 نونبر 2024، لكن تسريبات إعلامية، أفادت بأن هناك تحركات إيرانية بشكل غير مباشر تتوخى إعادة المياه لمجاريها في العلاقة مع المغرب، وإحياء العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ 2018.