يبدو أن الرهان على الامتحانات الاستدراكية للفصل الثاني التي انطلقت بكليات الطب والصيدلة، اليوم الجمعة، لتفادي شبح السنة البيضاء، في طريقه إلى “الفشل”؛ فعلى الرغم من الوعود التي قطعتها الوزارة لمن سيجتازون هذه الامتحانات، وعلى رأسها تعويض نقطة الصفر ودورة استثنائية خاصة، إلا أن نسبة مقاطعتها بجميع كليات الطب والصيدلة فاقت 93 في المئة، وفق مصادر من اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة.
وبحسب المصادر التي تحدثت لهسبريس، فقد سجلت أعلى نسبة مقاطعة بكليات الطب والصيدلة بكل من بني ملال ومراكش والعيون حيث بلغت 100 في المئة، فيما قاطع طلبة الطب بكلية طنجة هذه الامتحانات بنسبة 99,4 في المئة، في حين بلغت نسبة المقاطعين بالرباط 97,4 في المئة، وضمنهم “من اجتازوا الدورة الاستثنائية الأخيرة الخاصة بالاختبارات الاستدراكية للفصل الأول”، بينما وصلت نسبة المقاطعة في كلية وجدة إلى 93.41 في المئة.
وقال أيمن ملوكي، عضو مكتب طلبة الطب والصيدلة بالرباط، إن “نسبة مقاطعة الامتحانات التي أجريت هذا الصباح بكلية الرباط فاقت 97 في المئة، ولا تقل في باقي الكليات عن 90 في المئة، وهي نتيجة طبيعية كانت متوقعة، لأن المطالب المشروعة التي أوجبت المقاطعة في مختلف محطاتها، بما فيها مقاطعة الدورة الاستثنائية لـ5 شتنبر الخاصة بالاختبارات الاستدراكية للفصل الأول، ما تزال عالقة”، موضحا أن “الطلبة لا يمكن أن يرفعوا مقاطعتهم في الوقت الذي ما زالت فيه الوزارة تتشبث بفرض قرار تقليص سنوات التكوين إلى ست سنوات، ولم تلغ نقطة الصفر في حق الطلبة المضربين ولا قرارات التوقيف والطرد في حق ممثليهم”.
وأضاف ملوكي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الوزارة تعهدت بتعويض نقطة الصفر لمن سيجتازون هذه الامتحانات، ولكن هذا التعهد لم يأت ضمن محضر اتفاق يشكّل ضمانة على التزامها به في حال رفعت المقاطعة، عدا عن أنها مازالت تحاول جعل الطلبة الموقوفين كرهائن بالتعهد بإلغاء التوقيفات الصادرة في حقهم في حال اجتازوا الامتحانات، وليس قبلها”، مؤكدا أنه “حينما يتم التوصل إلى تسوية الملف المطلبي لطلبة الطب وتضمين ذلك في محضر اتفاق، فلن يترددوا في الوفاء بتعهداتهم واجتياز الامتحانات على غرار طلبة شعبة الصيدلة”.
وأوضح المتحدّث ذاته أن “الطلبة كانوا يتساءلون بالفعل منذ حلول شهر شتنبر الذي يصادف بداية الموسم الجامعي الجديد دون التوصل إلى حل ينهي أزمتهم: هل تحوّلت السنة البيضاء إلى واقع؟ والعديد منهم يرى أن إعلان الوزارة عن دورات أخرى للامتحانات يكشف أنها غير قادرة على إعلان السقوط الجماعي”، موضحا أنه “رغم هذه الهواجس، إلا أن الطلبة الذين مازال زملاؤهم موقوفين ومتابعين ومهددين بالاعتقال يبدون استعدادهم للاستمرار في المقاطعة والتضحية بسنة من تكوينهم في سبيل الاستجابة لمطالبهم”.
وزاد: “اللافت أن 13 طالبا من طلبة السنة الثانية بالكلية الذين اجتازوا الدورة الاستثنائية في 5 شتنبر الخاصة بالامتحانات الاستدراكية للفصل الأول، تراجعوا عن رفع مقاطعتهم وقاطعوا بدورهم هذه الامتحانات”، معتبرا أن “هذه مبادرة فردية منهم تعبيرا عن تضامنهم مع زملائهم الذين تعرّضوا للتعنيف والقمع ثم المتابعات القضائية، وكذا مع ممثليهم الموقوفين الذين لم تتمّ تسوية وضعيتهم بعد”.
من جهته، قال مروان بكار، رئيس مكتب طلبة الطب والصيدلة بوجدة، إن “مقاطعة الامتحانات بكلية وجدة فاقت، على غرار باقي الكليات الأخرى، نسبة 90 في المئة، وهذا الاستمرار في المقاطعة رغم الوعود التي قطعتها الوزارة لمن سيجتازون امتحانات هذه الدورة، أمر منطقي؛ لأن الطلبة المضربين قاطعوا الامتحانات لأول مرة لأجل الاستجابة لمجموعة من المطالب الرئيسية، وهو ما لم يتمّ حتى الآن، فيما نقطة الصفر والتوقيفات هي قرارات تعسفية جاءت على هامش هذه المقاطعة”.
وأوضح بكار، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الطلبة لن يقوموا برفع المقاطعة حتى الاستجابة لكافة النقاط الرئيسية العالقة ضمن ملفهم المطلبي، وعلى رأسها استثناء الدفعات الحالية من قرار تقليص سنوات التكوين وتلك المتصلة بأعداد الوافدين والسلك الثالث، على أن يتمّ تضمين التوصّل إلى تسوية كل هذه المطالب ضمن محضر اتفاق”، مؤكدا بدوره “انخراط العديد من الطلبة ممن اجتازوا امتحانات دورة 5 شتنبر في مقاطعة الامتحانات المبرمجة صباح هذا اليوم”.
وأكد المتحدّث ذاته أن “شعار الطلبة هو [سنة بيضاء أرحم من مستقبل أسود]، وبالتالي فهم مستعدون لمقاطعة أي دورة أخرى، والتضحية بسنة واحدة من تكوينهم وحياتهم مقابل الاستجابة لمطالبهم التي لا تروم سوى الحفاظ على جودة تكوينهم الطبي، بما يضمن تقديمهم خدمات طبية جيدة تحفظ صحة المواطنين”.