شهدت النسخة الرابعة عشرة من برنامج “الجامعة في السجون”، المنظم من طرف المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بشراكة مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله، مشاركة متميزة من مختلف الفاعلين في المجال الأكاديمي والاجتماعي.
وفي هذا الإطار، أكد الأستاذ مصطفى اجاعلي، رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله، في تصريح له خص به جريدة “فاس نيوز”، أن الجامعة تسعى إلى ترسيخ دورها في إعادة إدماج نزلاء المؤسسات السجنية، من خلال التكوين الأكاديمي والتأطير البيداغوجي والعلمي، مشددًا على أهمية تعزيز الشراكات مع المندوبية العامة لإدارة السجون والمندوبية الجهوية، بهدف منح السجناء فرصًا حقيقية لاكتساب المهارات والمعرفة التي تمكنهم من الاندماج في المجتمع بعد الإفراج عنهم.
وأشار الأستاذ اجاعلي إلى أن هذه الدورة اختارت تسليط الضوء على دور الصناعات الحرفية بفاس في إعادة إدماج السجناء، بالنظر إلى مكانة المدينة الرائدة في هذا المجال، حيث تم تقديم مجموعة من المداخلات الأكاديمية، إضافة إلى ورشات تكوينية أشرف عليها أساتذة جامعيون وخبراء، من أجل تعزيز قدرات المستفيدين وتزويدهم بآليات عملية تساعدهم على تطوير مساراتهم المهنية.
وفي سياق متصل، أبرز رئيس الجامعة أن المؤسسة وضعت رهن إشارة النزلاء مجموعة من الكتب والمنشورات العلمية، حيث تم تقديم ألف كتاب من كلية الآداب والعلوم الإنسانية، على أن تشمل المبادرة أيضًا مساهمات من كليات العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، وكلية الشريعة، مما يعكس التزام الجامعة بتوفير فضاء معرفي متكامل داخل المؤسسات السجنية، يتيح للنزلاء فرصة متابعة تكوينهم الأكاديمي.
من جانبه، أكد ممثل الجهة المشاركة في البرنامج أن هذا الحدث يعكس الالتزام الجماعي بتحسين أوضاع السجناء وإعدادهم للحياة ما بعد السجن، مشيرًا إلى أن الجهة صادقت مؤخرًا على اتفاقية دعم لإدارة السجون بقيمة 21 مليون درهم، بهدف تعزيز برامج التأهيل والتكوين داخل المؤسسات السجنية، مما سيساهم في تمكين السجناء من اكتساب مهارات جديدة تؤهلهم لسوق العمل.
أما أحد النزلاء المشاركين، محمد، وهو طالب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بشعبة الدراسات الإنجليزية، فقد عبّر عن امتنانه للفرصة التي أتاحتها له الجامعة لمواصلة دراسته داخل المؤسسة السجنية، مشيرًا إلى أن الامتحانات جرت في ظروف جيدة بفضل تأطير الجامعة، كما أعرب عن أمله في توفير المزيد من الوسائل التكنولوجية والبحوث العلمية التي تتيح للسجناء متابعة الدروس والبرامج الأكاديمية بشكل أكثر فعالية.
ويعد برنامج “الجامعة في السجون” أحد المبادرات الرائدة التي تهدف إلى تمكين النزلاء من استكمال مسارهم التعليمي وتعزيز قدراتهم، في إطار رؤية شمولية لإعادة إدماجهم في المجتمع بعد انقضاء مدة محكوميتهم، وذلك في ظل الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الداعم الأول لهذه المبادرات الإنسانية والاجتماعية.
المصدر: فاس نيوز
