الثلاثاء, أبريل 1, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيالمملكة المتحدة.. الذكاء الاصطناعي في طليعة المعركة ضد الجريمة

المملكة المتحدة.. الذكاء الاصطناعي في طليعة المعركة ضد الجريمة


 

 

في مساء الثالث من مارس 2021، اختفت الشابة سارة إيفرارد، البالغة من العمر 33 عاما، في جنوب لندن. وكانت تقيم بحي بريكستون هيل، واختفى أثرها بعد أن غادرت منزل أحد أقاربها متجهة إلى منزلها سيرا على الأقدام.

بعد ستة أيام، تم اعتقال ضابط في شرطة العاصمة للاشتباه في تورطه في مقتل سارة. وفي 10 مارس، تم العثور على رفات الضحية في إحدى الغابات بمقاطعة كينت، جنوب غرب إنجلترا. وبعد يومين، وجهت إلى الضابط تهمتا الاختطاف والقتل.

وقد تبدو هذه الوقائع في ظاهرها مجرد حادثة جنائية عادية، لكن تفاصيل التحقيق، التي شغلت الرأي العام البريطاني، أبرزت الدور الحاسم الذي لعبته كاميرات المراقبة، وبالتالي التكنولوجيا، في فك لغز اختفاء سارة.

فقد مكنت مراجعة آلاف اللقطات المصورة من إعادة بناء اللحظات الأخيرة في حياة الشابة والتعرف على قاتلها.

وتعد لندن من أكثر المدن التي تخضع للمراقبة في العالم، وهي على وشك الانتقال إلى مرحلة جديدة في توظيف الابتكار التكنولوجي، لاسيما الذكاء الاصطناعي، في مواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة.

ويجري تنفيذ برنامج استثماري ضخم لتطوير خطط مدعومة بالذكاء الاصطناعي من أجل محاربة الجريمة في العاصمة، بدءا من الهجمات بالسكاكين، مرورا بالجرائم المالية، ووصولا إلى السرقات والاعتداءات العنيفة.

وفي هذا السياق، تعمل جامعة ساري بالتعاون مع شرطة العاصمة الكبرى على تطوير نظام ذكاء اصطناعي لتعزيز مكافحة الهجمات بالسكين التي تفاقمت في السنوات الأخيرة لتصبح ظاهرة شبه مستعصية في العاصمة البريطانية.

ويعد “Knife Hunter”، البرنامج الذي تطوره جامعة ساري، أول نظام تحليلي في العالم يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد أنواع السكاكين. ويتيح لرجال الشرطة التعرف على الأسلحة التي يتم ضبطها خلال عمليات التفتيش، أو العثور عليها في مسارح الجرائم، أو مصادرتها.

ومع استرجاع عشرات الآلاف من السكاكين سنويا في المملكة المتحدة، يسمح هذا النظام للشرطة بتخزين البيانات وتحليلها واستخلاص اتجاهات وتوجهات الجريمة، وتوليد تقارير حول أنماط الجريمة المرتبطة بالسكاكين، ما يدعم جهود الشرطة المحلية وصناع القرار على المستوى الوطني. وكانت مثل هذه المعطيات في السابق مكلفة وصعبة المنال.

كما تم إطلاق مشاريع أخرى في عدد من أحياء لندن الكبرى، تجمع بين وظائف متعددة للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تقنية التعرف على الوجوه. وقد أثبتت هذه الوسائل فعاليتها الكبيرة للسلطات خلال أحداث الشغب المناهضة للمهاجرين التي شهدتها عدة مناطق بريطانية في عام 2024.

وفي تقرير حديث، أفاد مجلس بلديات لندن، وهو تكتل يضم السلطات المحلية للعاصمة، بأن هذه البلديات لا تتردد في زيادة ميزانياتها لتجهيز نفسها بكاميرات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتعزيز جهود مكافحة الجريمة.

وبحسب التقرير، فقد بلغت نفقات بلديات لندن على أنظمة المراقبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي 30.4 مليون جنيه إسترليني خلال السنة المالية المنتهية في أبريل 2024، وهو ما يمثل زيادة سنوية تقارب 25 بالمائة.

ووصف ستيفن كوان، رئيس المجلس، هذا السباق بـ”المنافسة التكنولوجية ضد الجريمة”. ويحظى هذا التوجه بدعم من الحكومة البريطانية، التي كثفت من جهودها لمحاربة الجريمة منذ تولي حزب العمال السلطة في عام 2024.





Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات