أثار تقرير جديد أعدّه باحثون من جامعتي تكساس وجون هوبكنز جدلاً واسعاً حول تأثير الذكاء الاصطناعي المساعد في قطاع الرعاية الصحية، إذ أشار إلى أن الاعتماد المتزايد عليه قد يُفضي إلى مزيد من الضغوط على الأطباء بدلاً من تخفيف أعبائهم. ويُتوقّع من الأطباء اليوم أن يستخدموا هذه التقنيات في اتخاذ قرارات دقيقة، دون أن تتوفر لهم أدوات كافية لفهم كيفية عملها أو التنبؤ بنتائجها.
وفي هذا السياق، نبّه الباحثون إلى أن غياب الأطر التنظيمية والقانونية الواضحة يضع الأطباء أمام مسؤولية مضاعفة، خاصةً في حال حدوث أخطاء. وأكد التقرير أن الأطباء يواجهون تحدياً صعباً في تحديد متى يمكن الوثوق بتوصيات الذكاء الاصطناعي ومتى يجب تجاهلها، مما يزيد من احتمالية التردد واتخاذ قرارات خاطئة قد تضر المرضى.
علاوة على ذلك، حذّر التقرير من أن هذا التوجه قد يُسهم في تفاقم حالات الإرهاق بين الكوادر الطبية، خاصةً مع تصاعد التوقعات بقدرتهم على تفسير نتائج أدوات الذكاء الاصطناعي، في حين أن بعض مطوّري هذه التقنيات لا يملكون تفسيرات واضحة لها. واعتبر الباحثون أن هذا الضغط يمثل تهديداً مباشراً لجودة الرعاية الصحية.
وللحد من هذه المخاطر، أوصى التقرير بضرورة تطوير أنظمة دعم تنظيمية تساعد الأطباء على استخدام هذه الأدوات بوعي وفعالية، والتركيز على تعزيز ثقافة التعلم التعاوني داخل المؤسسات الصحية، بدلاً من تحميل الأفراد وحدهم مسؤولية الأداء التقني المعقد، وهو ما من شأنه تحسين التكامل بين الذكاء الاصطناعي والبشر في ميدان الطب.