
الأربعاء 19 مارس 2025 – 15:30
أثار مشروع إنشاء قناة لصرف مياه الأمطار بشاطئ سيدي العابد جدلا واسعا بين الساكنة المحلية والجمعيات البيئية، التي عبرت عن رفضها القاطع لهذا المشروع بسبب ما اعتبرته تهديدا مباشرا للبيئة البحرية وصحة المواطنين.
وفي هذا السياق، أعد كل من تجمع ساكنة سيدي العابد وشاطئ الرمال الذهبية وجمعية “أصدقاء غابة وساحل الهرهورة” عريضة احتجاجية تعبر عن مخاوفهم من تأثيرات تصريف المياه الملوثة مباشرة إلى الشاطئ دون أي معالجة؛ وهو ما اعتبروه خطرا بيئيا وصحيا.
كما شدد الموقعون على العريضة على ضرورة البحث عن بدائل مستدامة لجمع مياه الأمطار وإعادة استخدامها بدل تصريفها بشكل يضر بالنظام البيئي المحلي.
وقالت الساكنة والجمعية، ضمن العريضة الموقعة التي تتوفر هسبريس على نسخة منها، إنه “منذ إطلاق مشروع مياه الأمطار عند المدخل الرئيسي لميناء سيدي العابد1، أعلنوا عن معارضتهم لتصريف هذه المياه، بشكل مباشر وبدون أي معالجة، على شاطئ سيدي العابد والرمال الذهبية. وسيكون لهذه المياه الملوثة تأثير كارثي على النظام البيئي البحري وأحياء الساكنة في هذه المنطقة”.
وقالت الساكنة إنها تتابع “باهتمام المجهودات التي تبذلها السلطات العمومية لإنجاز البنية التحتية والصرف الصحي السائل على مستوى مجال أحيائهم”، قبل أن تعقب مفيدة بأنه “من المؤكد أن تصريف مياه الأمطار تلوث المناطق الطبيعية بسبب تدفق المياه السطحية الملوثة وكذلك التصريفات المختلفة ومتنوعة المنبع. ومن هنا، تأتي مخاطر حظر الشواطئ على السباحين وآلاف الزوار في فصل الصيف”.
واعتبر الموقعون على العريضة أن “الخيار الذي اعتمدته السلطات العمومية القاضي بتصريف مياه الأمطار باتجاه الساحل يتعارض مع أهداف حماية البيئة (قانون الساحل، الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة والاتفاقيات الدولية للتنمية المستدامة وحماية البيئة المعلن عنها رسميا من قبل بلدنا)”.
وشددت على أنه “من الضروري البدء بحماية سواحلنا وحماية صحة المواطنين، وجعلهم يتجنبون الآثار السلبية لتدهور البيئة ونوعية مياه الاستحمام، والحماية من مخاطر انتشار الأمراض الوبائية”، مشيرة إلى أنه “من الأهمية بمكان ضمان جمع مياه الأمطار وتخزينها، فهي مورد نادر بشكل متزايد في أوقات الإجهاد المائي، من أجل إعادة استخدامها على الأقل في سقي المساحات الخضراء وشوارع الجماعة”، لافتة إلى أنه “من الضروري أيضا السماح للساكنة وجمعياتها المدنية بإمكانية التقدم للاستفادة من علامة اللواء الأزرق الممنوح من طرف مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، والتي يمكن لهذا المشروع الملوث أن يجعلها بعيدة المنال”.