الخميس, مارس 20, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيشهادات من أكاديمية مغربيات العالم بمناسبة عيد المرأة

شهادات من أكاديمية مغربيات العالم بمناسبة عيد المرأة


DR


مدة القراءة: 9′

دون شك و منذ أوائل ستينيات القرن الماضي كان الدافع الأساسي للهجرة المغربية نحو أوروبا، هو تحسين الوضع الاقتصادي للمهاجر، وكان الاعتقاد السائد آنذاك لدى رواد الجيل الأول هو الهجرة للعمل لمدة محددة وادخار المال من أجل العودة النهائية، والاستثمار في مشروع قار بالمغرب، لكن الواقع اثبت عدم صحة هذا الاعتقاد، لأن أمد الهجرة المؤقتة سيطول ليتحول مع مرور الوقت إلى إقامة دائمة، وظهور أجيال جديدة ولدت ونشأت في أوروبا وما يربطها بالبلد الاصلي هو العودة لقضاء الإجازة الصيفية، مما شكل تحديا كبيرا أمام الآباء والأسر للعمل على تنشئة أبنائهم على التشبث بقيم المواطنة الصالحة بما في ذلك حب الوطن الأم، وخلق أواصر الارتباط به دينيا وثقافيا واجتماعيا وحتى سياسيا.

في مقابل هذا الجهد نجد أن اهتمام الدولة المغربية بالجالية المقيمة بالخارج في بدايته كان جد محتشما، لكن تم تدارك الأمر فيما بعد، نظرا لما أثبتته الجالية المغربية من ارتباط وطيد بالبلد الأصلي، سواء عن طريق التحويلات المالية خاصة فترة جائحة كورونا، وأيضا أزمة زلزال الحوز التي عبرت فيها الجالية عن أسمى معاني  التكافل الاجتماعي، والتضامن، وحب الوطن، كما جسده أيضا أبناء الجالية داخل المنتخب المغربي وما قدموه من عروض رائعة في التظاهرة الرياضية المونديال، وما مرروه من رسائل إلى العالم خاصة الاحتفاء بالأسرة المغربية في شخص الام المغربية المهاجرة .

وتبقى المرأة المغربية المهاجرة ليست مجرد مهاجرة تبحث عن فرصة أفضل، بل هي أيضاً رمز للتضامن والتفاني في الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية في بلد جديد. إنها تبني عائلة، وتساهم في المجتمع، وفي نفس الوقت تظل وفية لجذورها، مقدمة نموذجاً رائعاً للمرأة التي تجمع بين القوة والصبر، وتساهم في تحسين صورة المهاجرين المغاربة في العالم، من خلال نجاحاتها في مجالات عدة، سواء على الصعيد المهني أو الاجتماعي رغم التحديات التي لا تزال تؤرقها.

وفي هذا إطار احتفالات المغرب بعيد المرأة تقول رشيدة مزيوي من إيطاليا:

أما عن نفسي آمل يوما أن أعود للاستقرار ببلدي الحبيب، بعد تجربة غياب تفوق العشرين سنة، وحلم العودة هو حلم كل مغترب، وإن لم يشأ القدر بتحقيقه، فعلى الأقل نتشبث بالدفن بعد الممات في أرض الوطن، فهاجس العودة حاضر دائما لكن تتخلله مخاوف، وهواجس كثيرة، فرغم الأشواط التي قطعها المغرب نحو التقدم والازدهار، ونحن فخورين بذلك، إلا أن قرار العودة يبقى جد صعب، خاصة وأن تجارب عديدة لأصدقاء مقربين قد فشلت، وعادو أدراجهم إلى الاغتراب من جديد، وككل الأمهات المغربيات المهاجرات نتساءل عن ما إذا عدنا يوما وتكللت تجاربنا بالفشل فهل سنعود من جديد إلى الاغتراب؟!

لكن، ومن جانب آخر، لا يمكننا أن ننكر التقدم الكبير الذي تحقق في المغرب في السنوات الأخيرة. فالمغرب شهد تطوراً ملحوظاً في العديد من المجالات الاجتماعية والسياسية، من بينها تحسين وضع المرأة من خلال قوانين جديدة مثل مدونة الأسرة، وتعزيز مشاركة النساء في السياسة، وكذلك في مجالات التعليم والصحة. نحن فخورون بالخطوات التي اتخذها المغرب نحو بناء مجتمع أكثر عدلاً وتوازناً، ولكننا نعلم أن هناك المزيد من الجهود التي يجب بذلها لتحقيق المساواة الكاملة.

وتبقى رسالتي للوطن في عيد المرأة هي ان لا ينس أن المرأة المغربية المهاجرة تمثل جسرًا بين ثقافتين، وستظل تدافع عن قيم الوطن الأم في كل مكان وهاجسها هو الحفاظ على الموروث الثقافي من خلال أبنائها والأجيال القادمة.

وفي نفس السياق تحدثنا مونية علالي عن المناسبة وماذا تحرك في دواخلها من مشاعر فتقول:

رغم التقدم الذي أحرزه المغرب في العديد من المجالات في السنوات الأخيرة، فإن هناك بعض الأمور التي ما زالت تثير القلق، خاصة بالنسبة للمرأة المغربية. على سبيل المثال، لا تزال بعض القوانين والإجراءات الإدارية تضع عوائق أمام تقدم النساء في بعض القطاعات، وخصوصا قطاع الاستثمار والمقاولة النسائية، كما أن قضايا العنف ضد النساء لا تزال بحاجة إلى مزيد من الجهد والاهتمام. وما يزيد الوضع تعقيداً هو قلة الجودة في بعض الخدمات الأساسية مثل التعليم بما في ذلك الهدر المدرسي لدى الفتيات والصحة والعناية بالحمل والإنجاب، حيث إن الفوارق ما زالت موجودة بين المدن الكبرى والمناطق النائية.

 ورغم الجهود المبذولة لتحسين هذه القطاعات، إلا أن المواطن المغربي، وخاصة النساء في المناطق الريفية، لا يزال يواجه تحديات كبيرة. كما أن بعض العقليات التقليدية التي تهمش دور تمكين المرأة في بعض القطاعات كالسياسة ومناصب الريادة والقيادة، تتطلب تغييرا جذريا لتوفير بيئة أفضل للنساء المغربيات في كل مكان.

غير أن هذه الرؤيا النقدية البناءة التي من خلالها نحلم بوطن يكون هو الأفضل والأجمل، لا تمنع عني أحاسيس الفخر والاعتزاز بكل المجهودات المبذولة حتى الآن والتي يباشرها صاحب الجلالة بنفسه ومعه الأميرات العلويات في تحسين وضع المرأة وجعل مسارها نموذجا يضاه مسارات نساء الدول المتقدمة ولعل ما ننتظره بخصوص تحديث مدونة الاسرة المغربية سيكون أقوى رسالة للعالم بأسره.

أما أنا، سناء الديري، فإنني أؤمن بأن هناك جذورًا لا يمكن اقتلاعها أبدًا. أينما ذهبنا، ومهما أصبحنا، تبقى تلك الأرض تسكننا، تشكلنا، وتهمس في داخلنا كأنها لحن قديم لا يُنسى. بالنسبة لي، تلك الأرض هي المغرب.

لقد نشأت في بيئة مغربية أصيلة، وسط قيم راسخة وتقاليد تمنح القوة والانتماء. تعلمت أن أحلم تحت سمائه الواسعة، وأن أستلهم قوتي من دفء نظراته ومن الأيادي التي تمتد دائمًا بالعطاء والترحاب.

ثم جاء يوم كان لا بد لي فيه أن أحلق بعيدًا. فتحت لي فرنسا أبوابها، منحتني فرصة لاكتشاف العالم، للتعلم والدراسة، وللتعمق أكثر في شغفي بالبحث الطبي. لكن رغم كل ذلك، يبقى جزء مني مغربيًا بامتياز، يتردد في أنفاسي، يضيء كل نجاح أحققه. وفي كل زيارة أعود فيها إلى المغرب، أرى بلادًا تتغير وتنمو أمام عينيّ. لم تعد البنية التحتية العلمية والطبية كما كانت، بل بدأت تظهر مراكز بحث ومستشفيات جامعية حديثة، ومؤسسات تعليمية رائدة تفتح أبوابها للأجيال الجديدة من الباحثين والأطباء. لكن ما يزيدني فخرًا أكثر، هو دور المرأة المغربية في هذه النهضة. لم تعد حبيسة الأدوار التقليدية، بل أصبحت أستاذة، باحثة، طبيبة، مهندسة، تكسر الحواجز، تفرض وجودها بعلمها وطموحها. هنَّ برهان على أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو مستقبل أكثر مساواة.

أنا امرأة مغربية، مواطنة العالم، لكنني لم أبتعد يومًا عن وطني. أحمل في داخلي تاريخه ومستقبله، أحلامه وتحدياته. قد يكون اختياري أن أعيش في الغربة، لكن انتمائي للمغرب هو قدر لا يتغير.

ويا وطني، اعلم أنك في كل نبضة من قلبي، في كل نفس أتنفسه، في كل حلم أحققه، مهما كانت المسافات بيننا. وفي هذا الأيام التي نحتفل فيها بالمرأة، أود أن أبعث تحية لكل امرأة مغربية تحمل وطنها في قلبها، أينما كانت، وتسهم في رسم ملامح مستقبله. لأننا معا نصنع الغد.

تقول وفاء امهادي المقيمة بإنجلترا بنفس المناسبة:

طلب التكيف في بلد المهجر الكثير من الصبر. في بعض الأحيان تشعر أنك لا تتأقلم، وتشعر وكأنك عالق في وضع لا تتوقف فيه مشاعرك عن الحنين. التكيف في بلد المهجر يتطلب الكثير من الشجاعة كل يوم لتجاوز التحديات. ليس الأمر بالسهل، ستكون هناك أيام تتمنى فيها الاستسلام، ولحظات تشعر فيها أنك متعب من كل شيء.

كمغربية مهاجرة، غادرت بلدي المغرب، ولكنه لم يغادرني أبدًا…. هو معي في حقيبتي المثقلة بالأماكن والروائح والمشاعر واللحظات والألوان التي تذكرني دائمًا بمن أنا، أنا شجرة جذورها في المغرب وفروعها أزهرت في بلاد شكسبير.

علاقتي بالوطن تتجلى في الحنين إلى الأهل والأصدقاء، وفي رائحة ترابه ودفء شمسه، وفي الذكريات التي ترافقني في كل خطوة. بالرغم من البعد، يبقى الوطن جزءًا لا يتجزأ من هويتي.

فخري بهويتي المغربية جعلني سفيرة لثقافتي، أعرّف الآخرين بتقاليدي ولباسي وأكلي وعاداتي ومعتقداتي… ابهرهم بحضارتي وموروثي… أجد في هذا التوازن قوة وثروة، حيث أعيش بين ثقافتين وأتعلم منهما باستمرار. بناء جسور بين الثقافة المغربية والإنجليزية أصبح جزءًا من حياتي اليومية. أحرص على استخدام اللغة الأم، المشاركة في الأنشطة الثقافية، وتنظيم المهرجانات الثقافية. التواصل مع الجالية المحلية التي تشاركني نفس الثقافة يساعدني أيضًا في الحفاظ على الهوية والشعور بالانتماء.

الوطن ليس مجرد مكان، بل هو مجموعة من القيم والمبادئ التي نحملها معنا أينما ذهبنا. كل لحظة بعيدة عن الوطن تزيد من حنيني له، وتجعلني أكثر إصرارًا على الحفاظ على هويتي ونقلها للأجيال القادمة. أشعر بالفخر عندما أرى الآخرين يتعرفون على ثقافتي ويقدرونها، وهذا يعزز شعوري بالانتماء ويجعلني أكثر ارتباطًا بجذوري المغربية.

سعيدة جلول تعبر عما يخالجها بقولها:

منذ أن حملت حقيبتي وتركت بيت العائلة الكبير قبل أزيد من عشرين سنة وأنا أحمل الوطن بين أضلعي، أسعد لفرحه وأحزن كثيراً إذا ما مس أحد أبنائه مكروها. أتباهى به أمام أصدقائي الأجانب، أفتخر بإنجازاته الكبيرة وأحدثهم عن أناقة الرباط، جمال الحمراء، عراقة فاس ودفء الرمال في كل أقاليمنا الصحراوية الحبيبة. أفتخر بالخطى العملاقة التي يسير بها البناء وإعادة البناء في كثير من المجالات وعلى العديد من الأصعدة.

فالمرأة المغربية المهاجرة تحمل وطنها في بلدان المهجر، تدافع عن قضيتنا الأولى وتحافظ على ثقافاتنا المتنوعة وهويتنا المغربية الموحدة كي تغرسها في قلوب وعقول أبنائها ثم تحرص كل الحرص على إبقاء الروابط حية مع البلد الأم. ورغم اعتناقها لثقافة البلد المُضيف واندماجها في المجتمع فهي متشبثة دائما ومحافظة على هويتها.

تعترض بعض المهاجرات صعوبات مختلفة في التكيف مع الخلفيات الثقافية والاجتماعية الشيء الذي يؤدي حتما إلى الشعور بالعزلة وبالتالي الحرمان من إمكانية التعلم والتطور التي يوفرها بلد الاستقبال وهذا ما يؤدي إلى تعرضها إلى بعض السلوكيات التمييزية.

ويبقى الحكم على أي بلد يكون عبر النظر إلى الوضع المجمل لنسائه، والمرأة المغربية داخل الوطن وعبر التاريخ كان لها دورا أساسيًا في تحقيق أهداف التنمية وبناء المجتمع، تكافح وتحقق الكثير من التقدم إلى جانب الرجل رغم الصعوبات والحواجز الكثيرة التي تجعل منها ضحية بالفعل في حالات عدة. وبرغم الانجازات والتقدم الذي يعيشه وطننا الحبيب والذي هو نقطة فخر لنا، أرى أن هناك عدة مشاكل مازالت المرأة المغربية تتخبط فيها ويجب على الدولة إيجاد الحل السريع كي تضمن أخواتنا حقوقهن وينعمن بالمسارات…

من المشاكل التي أحملها غصة في الصدر هناك موضوع زواج القاصرات. الاتفاقيات الدولية والقوانين المغربية تركز على حماية الطفولة، والمشرّع المغربي يؤكد على هذا المبدأ إلا أن هناك فصلا في مدونة الأسرة يُستغل لتزويج هذه الفئة من الفتيات غير القادرة على حماية نفسها. هذه الظاهرة ليست وليدة اليوم وأعتقد أنها أخدت من الوقت ما يكفي لحلها وضمان حق القصَّر بتعديل القوانين ومنع الزواج دون سن الثامن عشر والذي هو حتما حاصل مع التحيين الجاري لمدونة الاسرة المغربية.





Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات