الخميس, مارس 20, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيتحسن "فاتر" في العلاقات الجزائرية الإسبانية وسط توترات إقليمية

تحسن “فاتر” في العلاقات الجزائرية الإسبانية وسط توترات إقليمية


تشهد العلاقات الجزائرية الإسبانية بوادر تحسن بعد ثلاث سنوات من التوتر الدبلوماسي الذي بدأ في مارس 2022، إثر سحب الجزائر لسفيرها من مدريد احتجاجًا على دعم إسبانيا لمقترح الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية.

بوادر الانفراج دون مصالحة كاملة
وفقًا لوكالة الأنباء الإسبانية “أوروبا بريس”، فقد بدأت العلاقات الثنائية في العودة تدريجيًا إلى طبيعتها، خاصة على مستوى التواصل السياسي والعلاقات التجارية، رغم استمرار تعليق معاهدة الصداقة والتعاون وعدم تنظيم أي زيارات رسمية رفيعة المستوى بين البلدين حتى الآن.

ويرى محللون إسبان أن هذا التحسن لا يعكس مصالحة كاملة، حيث لم يتغير موقف مدريد من قضية الصحراء، ما يجعل التقارب بين البلدين “تحسنًا فاترًا” دون حل شامل للخلافات القائمة.

أزمة الجزائر مع فرنسا عامل مسرّع للتقارب مع مدريد
بحسب إيرين فيرنانديز مولينا، أستاذة العلاقات الدولية في جامعة إكستر بالمملكة المتحدة، فإن الجزائر وجدت نفسها مضطرة لإصلاح علاقاتها مع إسبانيا بسبب أزمتها المتفاقمة مع فرنسا، والتي تشابهت إلى حد كبير مع الأزمة التي نشبت مع مدريد عام 2022. وأشارت الخبيرة إلى أن الجزائر “لا تستطيع تحمل أزمتين متزامنتين مع بلدين بحجم فرنسا وإسبانيا”، ما دفعها إلى تبني سياسة تهدئة مع مدريد.

وأضافت مولينا أن الموقف الإسباني الداعم للقضية الفلسطينية واعتراف مدريد الرسمي بالدولة الفلسطينية يعدّان من العوامل التي حظيت بتقدير لدى الجزائر وساهمت في إعادة الدفء التدريجي للعلاقات بين البلدين.

تحركات دبلوماسية ومؤشرات على التقارب
ضمن هذه الدينامية، عقد وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، في 21 فبراير الماضي أول لقاء رسمي مع نظيره الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، على هامش قمة الـ20 في جنوب إفريقيا، وهو الاجتماع الأول من نوعه منذ تفجر الأزمة عام 2022.

كما أثار منشور للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في 19 فبراير، اهتمام المراقبين، حيث أشاد بفوز كاتب جزائري بجائزة أدبية في إسبانيا، واصفًا مدريد بـ”الدولة الصديقة”، في موقف نادر مقارنة بتصريحاته السابقة تجاه إسبانيا.

التقارب مع إسبانيا لتخفيف العزلة الإقليمية
يأتي هذا التقارب الجزائري الإسباني في سياق إقليمي مضطرب، حيث تواجه الجزائر عزلة متزايدة نتيجة توتر علاقاتها مع المغرب ومالي وأطراف ليبية، إضافة إلى أزمتها مع باريس بعد اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء. ويرى مراقبون أن الجزائر تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع مدريد كجزء من استراتيجيتها لتخفيف هذه العزلة الدبلوماسية.

ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، فإن غياب خطوات ملموسة، مثل إعادة معاهدة الصداقة والتعاون أو الزيارات الرسمية رفيعة المستوى، يجعل من التقارب بين البلدين خطوة حذرة أكثر منها مصالحة حقيقية.



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات