سلّطت دراسة حديثة الضوء على طرق جديدة للتعامل مع مرضى الخرف الذين يعانون من صعوبات في التمييز بين الواقع وأفكارهم الخاصة، مثل الاعتقاد بأن أحد والديهم قادم لاصطحابهم أو أن عليهم الذهاب فورًا لإحضار طفل من المدرسة. وأوضحت الدراسة أن محاولة تصحيح هذا الواقع أو تحديه لا تؤدي عادةً إلى نتائج جيدة، بل قد تزيد من توتر المريض وتفاقم حالته.
وأشارت الدراسة إلى أن محاولة التعايش مع واقع المريض عبر الاتفاق معه بشكل كامل دون مناقشة، قد يؤدي كذلك إلى نتائج سلبية على المدى الطويل، نظرًا لأن الأحداث المتوقعة لن تحدث فعليًا، ما يرفع من مستويات الإحباط والضيق لديه. ولذلك، ركز الباحثون على طريقتين أثبتتا فعاليتهما بشكل كبير، من خلال التعامل بذكاء وحذر مع واقع المريض.
وبيّنت الدكتورة أن الطريقة الأولى تتمثل في البحث عن جانب حقيقي أو محتمل من عالم المريض، يمكن من خلاله خلق تواصل إيجابي، كطمأنته بأن الجيران يهتمون بأطفاله أو حيواناته الأليفة، ما يقلل شعوره بالقلق والتوتر. وفي الوقت نفسه، أكدت الدراسة على أهمية عدم الكذب المباشر، بل تقديم إجابات دبلوماسية تُشعر المريض بالاطمئنان، مثل القول إن الأمور تحت السيطرة وإن شخصاً آخر يعتني بما يقلقه.
وأوضحت الدراسة أن الطريقة الثانية الناجحة هي تحويل انتباه المريض عن الموضوع الذي يُسبب له الضيق، وإشراكه في موضوعات أخرى يستطيع التفاعل معها بشكل طبيعي، كالقيام بأنشطة بسيطة مثل مشاهدة التلفزيون أو احتساء كوب من الشاي. ووفقاً للباحثين، فإن هذه الأساليب لا تضمن فقط راحة المريض، بل تعزز أيضًا من قدرته على التواصل وتمنحه شعورًا أكبر بالأمان والراحة النفسية.