سلط مشاركون في ندوة، نُظمت قبل يومين بجرسيف، الضوء على الأدوار المتعددة التي يضطلع بها المجتمع المدني، وسبل تعزيز مساهمته في التنمية، وذلك بمناسبة الاحتفاء باليوم الوطني للمجتمع المدني (13 مارس).
وشكلت هذه الندوة، التي نظمها فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بجرسيف، حول موضوع “المجتمع المدني بالمغرب: تحديات ورهانات”، مناسبة لاستحضار أدوار المجتمع المدني في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومناقشة سبل تطوير أدائه، وكذا التحديات التي تواجهه.
وأبرز المتدخلون خلال هذا اللقاء، دور منظمات المجتمع المدني كشريك أساسي في مواجهة مختلف التحديات، من خلال مساهمتها في تحسين مستوى العيش، وتعزيز الاستقرار الاجتماعي، وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية، فضلا عن الدفاع عن الحقوق، وكذا تعزيز المواطنة الفاعلة.
وفي هذا السياق، تم استعراض بعض التجارب الناجحة للمجتمع المدني في مجالات الوساطة السياسية، ودعم الفئات الهشة، وحماية الحقوق المدنية، ومكافحة التغيرات المناخية، وكذا تشجيع ريادة الأعمال، وتعزيز التمويل التعاوني، وكذا المساهمة في التنمية المستدامة.
ونوه المشاركون بدور الجمعيات المحلية التي تعمل على تنفيذ مشاريع اجتماعية وتنموية لفائدة ساكنة إقليم جرسيف، ومنها الجمعيات التي أسسها بعض المغاربة المقيمين بالخارج، ومساهمتها في إنجاز مشاريع استثمارية، مما يعزز إدماجهم الاقتصادي وارتباطهم بوطنهم.
وخلص المشاركون في هذا اللقاء إلى ضرورة تطوير العمل الجمعوي من خلال تقوية التكوين المستمر، والعمل على تعزيز الشفافية، وتنويع مصادر التمويل، وتطوير الشراكات لضمان استدامة المشاريع التي تنفذها الجمعيات والتعاونيات.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد الأستاذ الباحث بجامعة محمد الخامس بالرباط، عبد النور صديق، أن الاحتفاء باليوم الوطني للمجتمع المدني، يعد مناسبة لإبراز الدور الهام الذي تلعبه المنظمات غير الحكومية في مختلف المجالات التنموية، والاجتماعية والحقوقية.
وأوضح أن إقليم جرسيف يتميز بنسيج جمعوي قوي يسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا إلى أهمية تعزيز مشاركة المجتمع المدني في صياغة وتنفيذ السياسات التنموية المحلية وفق رؤية تقوم على مبادئ الديمقراطية التشاركية.
من جهته، أشار بلال البروز، القيم على فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بجرسيف، إلى أن هذه الندوة تروم إبراز مساهمة المجتمع المدني في التنمية البشرية والمستدامة، مضيفا أن النقاش الأكاديمي في هذا الإطار يمكن أن يساهم في بلورة تصورات جديدة لتعزيز أداء المجتمع المدني وتمكينه من الاضطلاع بدوره كشريك أساسي في التنمية.
ونُظمت هذه الندوة، بشراكة مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بجرسيف، والمديرية الإقليمية لقطاع الشباب، والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني، وجمعية تمكين للتنمية، وتعاونية “أجي تقرا”.