نشر هشام العلوي ابن عم الملك محمد السادس تدوينة بمناسبة أربعينية سفيان البحري، الذي اشتهر بإدارته لحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي متخصصة في صور العائلة الملكية، قال فيها إن صداقة كانت تجمعهما، رغم الاختلافات بينهما، خاصة في الموقف من الحكم المطلق.
وجاء في التدوينة “كانت بداية صداقتنا هو قيامه بنشر بعض الصور والتعليقات اللطيفة حول شخصي صيف 2020. ونتيجة لذلك، شكرته علناً. اعتقد الكثيرون أن سفيان كان يتصرف تجاهي نيابة عن الملك نفسه، وذلك أخذا بنوعية تعامله الإيجابي معي. من جهتي، لم أنخرط في أي من هذه التخمينات، واعتبرته تصرف حميد ونبيل من جانب”.
وأضاف أن سلوك البحري يتناقض بشكل صارخ مع نمط العديد من وسائل الإعلام الأخرى ومنتجي المحتوى المقربين من القصر والدولة، التي اعتادت نشر سلسلة طويلة من الأكاذيب والتشهير ضده على مدى ما يفوق العشرين سنة، والتي ترفع عنها، معتبرا أن تلك المنابر الاعلامية، عكست ـربما- نوازع القصر، أو أجهزته الأمنية أو المتزلفين الطامحين لحظوة من النظام.
وتوقف هشام العلوي على بعض أوجه الاختلاف بينه وبين البحري قائلا “كنت قد نشأت اجتماعيًا في بيئة سياسية مختلفة تمامًا. كانت الذكريات القومية والأبطال من الحركة الوطنية واليسار والإسلامية جزءًا من تجربتي السياسية إبان نشأتي. بينما نشأ سفيان في سياق معاكس تمامًا. فقد بلغ سن الرشد في حقبة مغربية كانت عقيمة سياسيًا، لأن التعددية والتنافسية كانت قد أصبحت متلاشية وشبه منعدمة”.
وزاد “لقد ولدت في القصر، وترعرعت داخل أسواره، لكن في النهاية، طُلب مني مغادرته. في المقابل، وُلد سفيان وترعرع خارج القصر، ولكن من المفارقات أنه جُلب إلى حظيرته. فقد تربيت في سياق إسلامي متدين، وتلقيت تعليمي لاحقًا في ظل تقاليد فكرية غربية ليبرالية، وكلاهما يعتبران الحكم المطلق ليس فقط مرفوضا بل سبب ركود مجتمعنا. لم يكن لهذا علاقة بالأشخاص، بل بالمؤسسات والهياكل التي تنظم السياسة”.
واعتبر المتحدث أن سفيان لا يقوم بمثل هذا التمييز، فبالنسبة له، لم يعرف المغرب سوى الحكم المطلق، وكان بحاجة إليه، لأنه يحمي استمرارية الأمة. وهذا ما كان يفصل بينهما. مشيرا إلى ان البحري فهم أيضًا في عمله أن أي زعيم أصيل حقًا كان عليه أن يضاعف هموم وعواطف شعبه.
ومن هذا المنظور، يضيف المتحدث، صوّر الراحل حياة الملك محمد السادس. وقد غذى ذلك في داخله عاطفة صادقة تجاه شخص الملك قل نظيرها لدى الآخرين. وهو أمر مدعاة للاحترام، كما أنه لم ”يكافأ“ على ذلك عكس ما يتصوره الكثيرون. وقد توفي وهو يعاني من شتى الصعوبات.
وخلص هشام العلوي في تدوينته إلى القول “لقد أثبتت لنا حياة سفيان التي لا تُنسى وإرثه الذي لا يُنسى اليوم أن لا شيء يستمر الى الأبد كما يبدو”.