في خطوة تعكس التوجه المتزايد للاعبي المهجر نحو تمثيل بلدهم الأم، حسم المدافع الشاب جوليان مصباحي، لاعب نادي تفينتي الهولندي، قراره النهائي بارتداء قميص المنتخب المغربي بدلًا من نظيره الهولندي، مقتنعًا بالمشروع الرياضي الطموح الذي قدمته له الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
اللاعب البالغ من العمر 19 عامًا، والذي يشغل مركز قلب الدفاع، من المنتظر أن يلتحق قريبًا بمعسكر المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة، بعد إنهاء جميع الإجراءات الإدارية المتعلقة بتغيير جنسيته الرياضية.
هذا القرار جاء بعد فترة من التفكير، حيث سبق له أن مثّل الفئات العمرية لمنتخب هولندا، لكنه فضّل في النهاية الدفاع عن ألوان “أسود الأطلس”، ليكون ضمن قائمة المواهب الواعدة التي تراهن عليها الكرة المغربية للمستقبل.
ويعتبر مصباحي، الذي نشأ في أكاديمية تفينتي الهولندي، من أبرز المدافعين الشباب في الدوري الهولندي، وهو ما دفع فريقه إلى تصعيده للفريق الأول منذ صيف 2023.
موهبته الدفاعية وقدرته على قراءة اللعب جعلت منه اسمًا لامعًا في سماء الكرة الهولندية، لكنه فضّل السير على خطى العديد من لاعبي المهجر الذين اختاروا تمثيل المغرب، اقتناعًا بالمشروع الرياضي المتكامل الذي تبنته الجامعة الملكية المغربية، والذي يهدف إلى استقطاب الكفاءات المغربية الشابة المنتشرة في أوروبا.
قرار مصباحي لم يكن سهلًا، خاصة أنه كان لاعبًا ضمن المنتخبات العمرية الهولندية، لكنه أكد للمسؤولين في الاتحاد الهولندي أنه اتخذ قراره عن قناعة تامة، وأن مستقبله الدولي سيكون مع المغرب.
هذا التحول يعكس نجاح الجامعة الملكية في استقطاب العديد من اللاعبين ذوي الأصول المغربية، الذين باتوا يرون في “أسود الأطلس” مشروعًا طموحًا يمنحهم فرصة التطور والظهور على الساحة الدولية.
ويعول المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة، بقيادة المدرب الوطني محمد وهبي، على إمكانيات مصباحي ليكون عنصرًا أساسيًا في تشكيلته، مع إمكانية تصعيده لاحقًا إلى المنتخب الأولمبي في حال أثبت نفسه على المستوى الدولي.
ويرى الطاقم الفني فيه موهبة واعدة قادرة على تقديم الإضافة، خاصة مع قدرته على التمركز الجيد وبنيته البدنية القوية التي تساعده على التفوق في المواجهات الثنائية.
في ظل تزايد عدد المواهب المغربية التي تختار تمثيل المغرب على حساب منتخبات نشأتها، يبدو أن الكرة المغربية باتت أكثر قدرة على استقطاب لاعبي المهجر، خاصة مع وجود مشروع رياضي واضح المعالم، يهدف إلى تعزيز صفوف المنتخبات الوطنية بلاعبين قادرين على رفع راية المغرب في المحافل الدولية.
مصباحي ليس إلا حلقة جديدة في سلسلة من الأسماء التي اختارت المغرب، ومن المتوقع أن نشهد في المستقبل مزيدًا من الأسماء التي تلتحق بركب “أسود الأطلس”، بحثًا عن المجد الكروي مع المنتخب الوطني.