تعيش مدينة الدار البيضاء على وقع استعدادات مكثفة لاستضافة كأس إفريقيا للأمم 2025، حيث تسارع السلطات الزمن لتنفيذ مشاريع تنموية كبرى تهدف إلى تحسين البنية التحتية، وتطوير شبكة الطرق والشوارع الرئيسية، بما يليق بهذا الحدث الرياضي القاري.
وتتركز الجهود بالأساس على إعادة تأهيل المحاور الحيوية المحيطة بملعب محمد الخامس، الذي يُعد واحدًا من أبرز المعالم الرياضية في المغرب، حيث ستُجرى بعض مباريات البطولة.
المشاريع الجديدة تشمل تأهيل الطرق والشوارع الرابطة بين الملعب والكورنيش، إضافة إلى تحسين البنية التحتية في المناطق المحيطة بملاعب التدريبات التي ستحتضن استعدادات المنتخبات المشاركة.
وتتنوع الأشغال ما بين توسيع الطرق، تجديد الأرصفة، تعزيز الإنارة العمومية، وتحسين إشارات المرور، لضمان انسيابية حركة السير وتسهيل تنقل الجماهير المحلية والدولية.
كما سيتم إنشاء مواقف إضافية للسيارات، بما يضمن سلاسة الحركة في المدينة خلال فترة البطولة.
هذه المشاريع لا تقتصر على الحدث الرياضي فقط، بل تأتي في إطار خطة تنموية شاملة تهدف إلى تعزيز مكانة الدار البيضاء كمركز اقتصادي وسياحي إقليمي، وتحسين جودة الحياة لسكانها.
فالمدينة التي تُعرف بكثافة حركة المرور والاختناقات اليومية، تحتاج إلى حلول مستدامة للبنية التحتية، تجعلها أكثر جاذبية للزوار والمستثمرين على حد سواء.
ووفقا لما توصلت به “الجريدة 24″، فازت ثلاث مقاولات بصفقات إعادة تهيئة الطرق والشوارع المحيطة بملعب محمد الخامس، والطرقات الرابطة مع الكورنيش، بالإضافة إلى المسارات المؤدية إلى ملاعب التدريبات بمنطقة الوازيس.
وقد تم تقسيم هذه الأشغال, حسب ما توصلنا به، إلى خمس حصص، بتكلفة إجمالية تناهز 396 مليون درهم، حيث تتراوح مدة التنفيذ بين ثلاثة إلى خمسة أشهر، لضمان جاهزية المدينة قبل انطلاق العرس الكروي.
ولا تقتصر التحضيرات لاستضافة كأس إفريقيا، على البنية التحتية فقط، بل تشمل أيضًا تعزيز الخدمات اللوجستية والفندقية، وتجهيز مرافق استقبال الجماهير، وتحسين الأمن والتنظيم.
وتسعى الدار البيضاء، باعتبارها القلب النابض للاقتصاد المغربي، إلى تقديم نسخة مميزة من البطولة، تعكس مدى قدرة المغرب على تنظيم أحداث رياضية عالمية بمعايير عالية.
هذه الجهود تُظهر التزام الجهات المسؤولة بتطوير البنية التحتية الرياضية وتعزيز جاهزية المدن الكبرى لاستضافة الفعاليات القارية والدولية.
ومع اقتراب موعد البطولة، يبقى التحدي الأكبر هو إنجاز هذه المشاريع في الوقت المحدد، وضمان استدامتها لما بعد الحدث، حتى تكون إرثًا حقيقيًا يخدم المدينة وسكانها لسنوات طويلة.