في تطور مثير يشد انتباه الجماهير، دخلت إدارة نادي غلطة سراي التركي في مفاوضات شاقة وحاسمة مع وكيل أعمال النجم المغربي حكيم زياش، بهدف إنهاء العلاقة التعاقدية بين الطرفين قبل انطلاق فترة الانتقالات الشتوية.
هذه الخطوة المفاجئة تأتي وسط تكهنات حول الخلافات المالية التي تهدد بإطالة أمد الأزمة، في وقت يسعى فيه النادي التركي لتجنب تبعات قانونية قد تثقل كاهله، بينما يتمسك اللاعب بحقه في تعويض مالي مجزٍ يعكس قيمته كنجم دولي.
وبدأت المفاوضات بتقديم النادي عرضًا ماليًا لفسخ العقد، غير أن الفجوة الكبيرة بين العرض المقدم والمبلغ الذي يطالب به وكيل زياش تعقد الأمور.
بحسب ما نقلته تقارير إعلامية تركية عن صحيفتي “Aspor” و”Tekvim”، طالب وكيل أعمال حكيم زياش بتعويض مالي يصل إلى 3.5 مليون يورو، بينما اكتفت إدارة غلطة سراي بعرض مليون يورو فقط، وهو ما رفضه اللاعب.
هذه الفجوة بين العرض والطلب تعكس تعقيدات المفاوضات، خاصة في ظل تباين المصالح بين اللاعب الذي يرغب في الحصول على تعويض مناسب، والنادي الذي يسعى لتقليل أعبائه المالية.
وتأتي رغبة النادي في إنهاء التعاقد مع زياش نتيجة عدم اقتناع المدرب أوكان بوروك بجدوى استمرار اللاعب مع الفريق.
بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر الراتب المرتفع الذي يحصل عليه زياش عبئًا كبيرًا على ميزانية النادي، لا سيما أن عقد اللاعب يحتوي على بند ينص على تمديد تلقائي وزيادة بنسبة 50% في راتبه بمجرد وصوله إلى عدد معين من المباريات.
هذا البند دفع الإدارة إلى التحرك سريعًا لقطع الطريق أمام أي التزامات مالية إضافية قد تُثقل كاهل النادي في المستقبل.
ورغم الصعوبات التي تواجهها المفاوضات، تبدي إدارة غلطة سراي حرصها على تسريع وتيرة العملية، بهدف التفرغ لتحضيرات الفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة. الإدارة تسعى لتعزيز صفوف الفريق بلاعبين جدد يمكنهم تقديم الإضافة المطلوبة، خاصة في ظل تطلعات النادي لتحقيق إنجازات محلية وقارية في المرحلة المقبلة.
من جهته، يُظهر زياش مرونة مشروطة بوجود اتفاق يلبي مطالبه، مع الحفاظ على صورته الاحترافية وعدم الدخول في نزاع طويل الأمد مع النادي.
ويأتي قرار النادي التركي بفسخ العقد مع زياش بعد سلسلة من العوامل التي أثرت على العلاقة بين الطرفين، منها قلة مشاركات اللاعب مع الفريق وغيابه عن الأداء المتوقع الذي كانت تأمله الجماهير والإدارة عند التعاقد معه.
ورغم أن زياش يتمتع بسمعة دولية كلاعب مميز سبق له أن تألق في صفوف أياكس الهولندي، إلا أن تجربته مع غلطة سراي لم تكن على مستوى التوقعات، ما جعل الطرفين يدركان ضرورة إنهاء العلاقة بشكل ودي.
في ظل هذه التطورات، يُتوقع أن تشهد الأيام المقبلة حسمًا لهذا الملف، سواء بالتوصل إلى صيغة توافقية بين الطرفين أو الدخول في مسار قانوني قد يُطيل أمد الأزمة.
ومع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية، تبقى كل الخيارات مطروحة، مع ترقب الجماهير لما ستؤول إليه الأمور بين حكيم زياش ونادي غلطة سراي.
