نظم المنتدى العربي الأوروبي لمكافحة الكراهية، أول أمس السبت بمقر المفوضية الأمريكية بمدينة طنجة، يوما دراسيا حول موضوع “أي دور للتربية في مكافحة الكراهية”، بالتعاون مع جمعية النور والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بطنجة والمفوضية الأمريكية.
وأوضح المنظمون أن “هذا اللقاء العلمي رام إبراز دور التربية والتعليم في معالجة وبناء القدرة على مواجهة خطاب الكراهية، وتعزيز التنشئة على القيم المدنية وإدماجها في المناهج الدراسية للحد من مخاطر الكراهية، وتفعيل دور المعلمين في محاربة الكراهية داخل المؤسسات التعليمية وخارجها”.
وتضمن جدول أعمال اللقاء “مناقشة محورين أساسين هما محاربة الكراهية في المرجعيات الدولية، ودور التربية على الحوار في محاربة الكراهية والتطرف العنيف”، وذلك بحضور نخبة من الأساتذة والباحثين في قضايا التربية والقانون الدولي والتربية النظامية ومحاربة الأمية، وممثلو عدد من جمعيات المجتمع المدني النشطة في مجال التربية والتعليم والحوار والتعايش والاندماج الاجتماعي، إلى جانب بعض أعضاء المكتب التنفيذي للمنتدى.
وفي جلسة علمية ترأستها رشيدة المرابط، أستاذة التعليم العالي في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، قدم علي كريمي، رئيس المنتدى العربي الأوروبي لمكافحة الكراهية، عرضا أبرز فيه “السياق الدولي والإقليمي ودوره في انتشار الكراهية على مستوى الخطاب والممارسة”، مشيرا إلى أهم المواثيق والإعلانات والقرارات الدولية ذات الصلة بالموضوع.
وأكّد علي كريمي “ضرورة المساهمة في جهود المجتمع الدولي الساعية إلى محاربة الكراهية والحد من انعكاساتها الخطيرة على الأمن والسلم العالميين وعلى التنمية المستدامة والتعايش بين الشعوب”.
من جهته، تناول المحجوب بنسعيد، الكاتب العام للمنتدى الباحث في الاتصال والحوار الحضاري، موضوع التربية على مكافحة الكراهية في الوثائق المرجعية للمنظمات الدولية، وأشار إلى أن “خطاب الكراهية أصبح مصدر قلق متزايد في السنوات الأخيرة لدى المؤسسات الرسمية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية ومراكز البحث المهتمة بقطاع التربية والتعليم”.
وأوضح بنسعيد: “أهداف ومضامين التوصيات والقرارات ذات الصلة المضمنة في خطة عمل الأمم المتحدة، ومبادرات منظمة اليونسكو والاستراتيجية التربوية لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)”.
وتمحورت مداخلة مرزوق أكري، رئيس مصلحة الشؤون القانونية والتواصل والشراكة بالمديرية الإقليمية للتربية الوطنية بطنجة، حول “الجهود التي تبذلها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في التصدي لخطاب الكراهية والتربية على الحوار والتسامح واحترام الآخر”، مبرزا أهداف وبرامج عمل مشروع مدرسة الريادة في شقه المتعلق بالحياة المدرسية ومحاربة السلوك المشين المساعد على انتشار الكراهية في الفضاءات المدرسية.
ومن خلال المناقشة وتبادل وجهات النظر والتفاعل مع ما جاء في المداخلات الرئيسة، تم الـتأكيد على أن “خطاب الكراهية يسيء للأفراد والجماعات وينتقص من آدميتهم بالاستناد إلى القولبة النمطية وشيطنة الآخر وتعريضه للخطر والمفاهيم الخاطئة المتعلقة في أغلب الأحيان بالأصل العرقي أو الدين أو الانتماء السياسي بما يتعارض مع قيم الديمقراطية والتعددية الثقافية ويتناقض مع أهداف التربية الرئيسية المتمثلة في تكوين مواطن صالح ومتسامح ومتعايش مع محيطة الاجتماعي”.
وأوصى المشاركون في هذا اللقاء العلمي بـ”تخصيص المناهج الموجهة للناشئة، من الأطفال والشباب في مؤسسات التعليم النظامي والتعليم غير النظامي، برامج وأنشطة تنشر الوعي بخطورة الكراهية، وتعمل على ترسيخ قيم التسامح والوسطية والاعتدال والمواطنة والعيش المشترك، ونبذ الغلو والتطرف، واحترام حقوق الإنسان والتنوع الثقافي والديني”.
يشار إلى أنه تم تأسيس المنتدى العربي الأوروبي لمكافحة الكراهية بمدينة الدار البيضاء في ماي 2024 بمبادرة من نخبة من الأساتذة الجامعيين والخبراء المتخصصين في القانون الدولي وحقوق الإنسان والإعلام والاتصال، ويسعى إلى “نشر الوعي بخطورة الكراهية من خلال الرصد والبحث والتشخيص والتدريب والـتأهيل”، و”التعريف بالقوانين والمواثيق والإعلانات الدولية المتعلقة بحذر التحريض على الكراهية القومية والعنصرية والدينية، بالتنسيق مع الهيئات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين العربي والأوروبي”.