في إطار السعي الحثيث للمديرية الإقليمية للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين – سوس ماسة بإقليم طاطا، وإدراكاً منها بأهمية تعزيز الصحة والرفاه في الوسط المدرسي، شهد إقليم طاطا يوم الجمعة 3 يناير 2024 حدثاً بارزاً تمثل في تنظيم يوم دراسي مخصص لمكافحة التنمر السيبراني في المؤسسات التعليمية. الحدث الذي أشرف عليه الأستاذ عبد اللطيف أجكرير، المدير الإقليمي للتربية الوطنية، حمل في طياته رسالة واضحة تعكس التزام المديرية بمواجهة التحديات الراهنة التي تهدد البيئة المدرسية، وترسيخ ثقافة الوعي بخطورة الظواهر السلبية، وفي مقدمتها التنمر السيبراني.
استهل اللقاء بتقديم حصيلة البرنامج الإقليمي للأسبوع الوطني للصحة المدرسية، الذي انعقد تحت شعار “الصحة والرفاه في الوسط المدرسي… لا للعنف، لا للتنمر”، والذي شهد نجاحاً لافتاً تجلى في تنظيم 60 نشاطاً تحسيسياً وتوعوياً استفاد منها أكثر من 4350 تلميذاً وتلميذة. التقرير الشامل الذي عرضه السيد المدير الإقليمي أبرز الدور الريادي للمديرية في التصدي لظاهرة التنمر السيبراني، مسلطاً الضوء على الجهود المبذولة لتوفير بيئة مدرسية آمنة تُعزز التحصيل الدراسي والرفاه النفسي للتلاميذ.
تميز هذا اليوم الدراسي بحضور نخبة من الفاعلين والشركاء الذين أضفوا على النقاش قيمة مضافة من خلال مقارباتهم المتعددة. السيد الحبيب أزناك، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة، ركز في مداخلته على خطورة التنمر بجميع أشكاله، داعياً إلى ضرورة تعزيز العمل المشترك بين مختلف الأطراف. من جهته، قدم السيد أنس الهراس، عميد الشرطة القضائية وممثل الدائرة الأمنية بإقليم طاطا، مداخلة قانونية محكمة تناولت الإطار التشريعي لمكافحة التنمر السيبراني، مع تسليط الضوء على منصة “إبلاغ” التي أطلقتها المديرية العامة للأمن الوطني لتلقي الشكاوى المتعلقة بالعنف والتنمر السيبراني.
وفي ذات السياق، قدم السيد الحسين بوكراع، مقدم شرطة رئيس، عرضاً دقيقاً حول التدخلات الوقائية التي تقوم بها المصالح الأمنية للحد من انتشار هذه الظاهرة، بينما استعرض السيد لحسن موشنى حصيلة التدخلات الأمنية المرتبطة بحماية الوسط المدرسي. هذا التفاعل الإيجابي بين مختلف الجهات عكس عمق الالتزام المشترك بمواجهة هذه الظاهرة، وحرصاً واضحاً على تكريس بيئة تعليمية سليمة تدعم قيم التسامح والاحترام.
كما عرف اللقاء مشاركة فعالة لرئيس فيدرالية جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، إلى جانب عدد من الفاعلين الاجتماعيين الذين أثروا النقاش بآرائهم ومقترحاتهم. المداولات التي جرت خلال اليوم الدراسي عكست وعياً جماعياً بأهمية التصدي لهذه الظاهرة بوسائل متعددة، تبدأ بالتوعية والتحسيس ولا تنتهي عند اتخاذ تدابير وقائية وردعية.
إن الدور المحوري الذي لعبه الأستاذ عبد اللطيف أجكرير في قيادة هذه الجهود وتنظيم هذا اللقاء يعكس رؤيته الاستراتيجية في النهوض بمنظومة التعليم بالإقليم، حيث أظهر التزاماً جاداً بتنفيذ برامج تعزز مناخ التعليم السليم والصحي. هذه الجهود، التي جمعت بين العمل التربوي والتشاركي، هي دليل واضح على كفاءة وحكمة في قيادة المديرية، وحرص دائم على تطوير البيئة التعليمية بما يتماشى مع تطلعات الجيل الجديد.
لقد نجح هذا اليوم الدراسي في إرساء لبنة أخرى في مسار مكافحة التنمر السيبراني، مؤكداً أن الجهود المتكاملة والمتواصلة هي السبيل الأمثل لضمان بيئة مدرسية آمنة تحمي الحقوق وتنمي القدرات.