قال نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إنه يتعين على المغرب أن يوقف مسلسل التطبيع ويتريث فيه على الأقل مؤقتا، نظرا لما يجري حاليا في غزة وما ترتكبه إسرائيل من تقتيل وتهجير وجرائم إبادة.
وشدد بنعبد الله، خلال حلوله ضيفا في برنامج “مع يوسف بلهيسي” الذي يُبث على قناة “مدار21″، على أن قضية الصحراء المغربية، ثابتة ولن تتأثر بدور إسرائيل، مضيفا: “الذي يعول على أنها ستأتي بالصحراء المغربية مخطئ لأن الصحراء ستأتي بصمودنا وقوتنا الداخلية والاعترافات المتتالية للدول مثل إسبانيا وفرنسا وأمريكا التي ننتظر ما سيسفر عنه صعود الرئيس الجديد، لذلك واجبنا التضامن مع فلسطين”.
وأضاف: “من يعتبر أن إسرائيل سيكون لها دور حاسم في مسألة الصحراء مخطئ، لأن إسرائيل تعرف مصلحتها فقط، وفي علاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية تتصرف على أساس تركيع قادات هذه الأخيرة، لدعم مشروع التصفية والتطهير والمشروع المتطرف والفاشي والنازي الذي يظهر في ممارستها، وأهدافها للقضاء على كل الجوار الذي تعتبره إرهابيا ومهددا لها، وغير مقتنعة بأن أمنهم لا يمكن أن يكون دون وجود الشعوب الأخرى وعلى رأسها الشعب الفلسطيني”.
وقال إنه أمام الجرائم التي تنعتها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية بأنها جرائم حرب، وجرائم إبادة وتطهير عرقي وتقتيل، وممارسات غير إنسانية في غزة والهجوم على لبنان وأمام تعنت العدوان الصهيوني، والتوجه إلى الأمم المتحدة بكافة مؤسساتها بعجرفة، معتبرة أنها فوق النظام العالمي، من الصعب في ظل هذا الوضع أن يستمر المغرب في مسار التطبيع مع إسرائيل.
ويرى أن الإنسانية قبل الانتماء العرقي، والانتماء إلى البشرية أسبق، إذ من الضروري بحسبه “أن ننتمي إلى منظومة تقوم على الحق والعدل واحترام حقوق الشعوب، بغض النظر عن عروبتنا، خاصة وأن هذا الشعب يقهر منذ أزيد من 75 سنة، ويُعرض للقتل والإبادة”.
وفي حديثه عن قضية الصحراء المغربية، قال إن حزب التقدم والاشتراكية يضعها على رأس اهتماماته، في سياق ما يقوده الملك محمد السادس من سياسة تمثل القوة الهادفة التي تسير بخطى حثيثة وتحقق مكتسبات بشكل متتال، مما ينبغي أن يعزز أكثر بجبهة وطنية داخلية قوية على جميع المستويات، ديمقراطيا واقتصاديا واجتماعيا، بحسبه.
وأشار إلى أن “الحكم الذاتي حينما أنتج وعرف دفعته الأولى في سنة 2007، كان حينها المغرب في أوج مسلسل الإصلاحات في شتى المجالات ديمقراطيا، حقوقيا، نسائيا، وأيضا فيما يتعلق بالإنصاف والمصالحة، والحقل الديني، واقتصاديا وإعلاميا”.
وأضاف في السياق ذاته أنه “كان ينظر إلى المغرب باعتباره بلدا صاعدا متطورا يقوم بمجموعة من الإصلاحات، لذلك حينما جاء بحل الحكم الذاتي، بدأ مسلسل قلب المعادلة واسترجاع المواقع”، مردفا: “اليوم المغرب أحرز سلسلة من الاعترافات الوازنة إما بمغربية الصحراء، أو باعتبار الحكم الذاتي حلا وحيدا لقضية الصحراء في إطار السيادة المغربية”.
وسجل أن هذا التقدم الذي يُحرزه المغرب خلق تشنجا في الجزائر، التي تعمل على زرع الكراهية والحقد داخل المجتمع الجزائري إزاء المغرب ككل بمؤسساته وشعبه، مما سيترك بحسبه مخلفات وخيمة في المستقبل، مشددا على أن “المغرب يوجد اليوم في موقع قوة يتعين أن تُعزز وأن يستمر في دبلوماسيته الهجومية، ولكن في الوقت ذاته يتعين أن يهتم بأوضاعه الداخلية”.