عكس لقاء اليوم الأربعاء بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مع نظيره البلجيكي، برنارد كوينتين، متانة العلاقات المغربية البلجيكية التي تمتد لأكثر من 150 سنة، حيث أجمع الطرفين على الدينامية الإيجابية التي تعرفها علاقة المغرب ببلجيكا.
وأكد بوريطة، اليوم الأربعاء، بالرباط، أن العلاقات بين المغرب وبلجيكا قوية ومتينة، مبرزا أن العلاقات المغربية-البلجيكية، التي تمتد لأزيد من 150 سنة من الصداقة والتعاون، ترتكز على الثقة المتبادلة وتستشرف آفاقا واعدة للشراكة الاستراتيجية.
وأبرز بوريطة، خلال ندوة صحفية عقب مباحثات أجراها مع وزير الخارجية والشؤون الأوروبية والتجارة الخارجية والمؤسسات الثقافية البلجيكي، أن العلاقات التاريخية بين البلدين تستمد قوتها من عدة روافد، أبرزها الأواصر المتميزة بين العائلتين الملكيتين في البلدين، والروابط الإنسانية التي تتجسد في وجود جالية مغربية ببلجيكا يفوق تعدادها 600 ألف نسمة، وجالية بلجيكية متنامية بالمغرب يناهز عددها 5000 شخص.
وذكر الوزير بأن العلاقات الثنائية شهدت دينامية إيجابية خلال السنوات الأربع الماضية، مؤكدا أنها ترتكز على مبادئ أساسية تتمثل في “الثقة المتبادلة والفهم العميق للمصالح المشتركة والأولويات الاستراتيجية للطرفين”.
كما أشار، في هذا الصدد، إلى أن تطور التعاون القائم بين البلدين توج بعقد اللجنة المشتركة العليا سنة 2024، والتي أثمرت خارطة طريق طموحة تؤطر مستقبل العلاقات الثنائية.
“علاقتنا الأكثر شمولا وتنوعا بالمنطقة”
من جهته، أشاد وزير الخارجية والشؤون الأوروبية والتجارة الخارجية والمؤسسات الثقافية البلجيكي، برنارد كوينتين، اليوم الأربعاء بالرباط، بالعلاقات القائمة بين بلجيكا والمغرب، واصفا إياها بـ “الأكثر شمولا وتنوعا في المنطقة”.
وقال كوينتان، في لقاء صحفي مشترك عقب محادثاته مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، إن شعبي البلدين يعرفان أكثر من غيرهما أن “المغرب وبلجيكا حليفان تاريخيان، وتجمعنا روابط إنسانية قوية جدا”.
وأشار الوزير البلجيكي، الذي يقوم بزيارة عمل إلى المملكة يومي 29 و30 يناير الجاري، إلى أن الجالية المغربية في بلجيكا، التي تقدر بحوالي 800 ألف شخص، وخصوصا تلك المقيمة ببروكسل، “تساهم في تنوع وتمازج مجتمعنا البلجيكي”.
ونوه كوينتان بالتقارب السياسي بين البلدين، مشيدا بـ “التعاون الجيد” في مجالات مكافحة الهجرة غير الشرعية والعدالة والشرطة، مؤكدا أن “بلجيكا تأمل بالتأكيد أن يتواصل هذا العمل المشترك ويتعزز مستقبلا، لكون هذه القضايا ستكون بلا شك من أولويات الحكومة الجديدة”.
من جهة أخرى، قال الوزير البلجيكي “تربطنا بالطبع علاقات اقتصادية متميزة مع المغرب”، مسجلا أن “صادرات بلجيكا من السلع إلى المملكة بلغت حوالي 1,3 مليار أورو بعد عشر أشهر الأولى من سنة 2024، أي بزيادة تقارب 15 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2023”.
وبعد أن وصف هذه القفزة بـ “الإيجابية جدا”، أعرب رئيس الدبلوماسية البلجيكية عن رغبة بلاده في مواصلة تعزيز هذه الدينامية، مؤكدا أن “المبادلات التجارية يتعين أن ترقى إلى مستوى علاقاتنا الإنسانية والسياسية”.
وأضاف أن بلجيكا، لا سيما من خلال هيئاتها الفيدرالية ومقاولاتها، تريد أن تكون شريكا أساسيا لدعم التنمية الاقتصادية والبيئية للمغرب، من خلال المساهمة في المشاريع الكبرى.
وفي هذا الصدد، أكد السيد كوينتان استعداد المقاولات البلجيكية وخبرتها للمساهمة في هذه الإنجازات الكبرى، مشيرا إلى أنه تم التخطيط بالفعل لعدد من البعثات الاقتصادية الموضوعاتية للمملكة خلال سنة 2025.
