أمينة المستاري
كشف اختفاء تلميذة قاصر عن قضية استغلال جنسي وتغرير بقاصرات بجماعة سيدي رضوان بإقليم وزان.
فقد اختفت تلميذة قاصر من منزل أسرتها ليلا في ظروف غامضة، مما اثار الشك لدى أسرتها، ودفعها لابلاغ الدرك الملكي بمركز سيدي رضوان إقليم وزان، والذي باشر بدوره التحريات اللازمة لمعرفة حيثيات وملابسات هذا الاختفاء تحت اشراف النيابة العامة بوزان، وتوصل التحقيق بمساعدة الأسرة إلى تحديد مكان التلميذة، حيث تم العثور عليها بمدينة وزان أثناء توجهها إلى المحطة الطرقية، فقد كانت الفتاة تعتزم السفر إلى مدينة أخرى.
بعد الاستماع للتلميذة من طرف عناصر الدرك الملكي، تبين من البحث المعمق بأن التلميذة القاصر غادرت منزل الأسرة ليلا بمساعدة شاب “عسكري” على متن دراجة نارية، قام بنقلها إلى مكان بالقرب من منزل أسرته، لتقضي ليلة برفقته، وفي الصباح تركت لوحدها في الطريق العام حيث كانت تنوي السفر إلى وجهة أخرى.
وقد تبين أن الشاب يعمد إلى التغرير بهن واستغلالهن “جنسيا”، حيث كان يتردد على أبواب المؤسسة التعليمية التي يدرسن بها، وينسج علاقات معهن مستغلا وضعهن كقاصرات، وذلك باستعمال وسائل التواصل الاجتماعي، وتبين أن الأمر يتعلق بقاصرتين من أصل أربعة قاصرات.
بعد الاستماع للمتهم من طرف عناصر الدرك الملكي ومواجهته بالتهم المنسوبة إليه، تم تقديمه أمام أنظار الوكيل العام للملك بتطوان في حالة سراح، بعد تقديم ضمانات الحضور.
حقوقيون بالمنطقة استنكروا الواقعة وأطلقوا نداءات بضرورة محاضرة ظاهرة استغلال القاصرات، وأهمية تدخل الأسرة وجمعيات الآباء وأولياء التلاميذ في التوعية والتحسيس والمراقبة لتجنب هذه الآفة.
المكتب الإقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، ساءل المؤسسات التعليمية عن دورها في إبلاغ الأسر فور غياب التلاميذ عن حصص الدراسة، و ما هو دور المديرية الإقليمية للتعليم في الحد من هذه الظاهرة والعمل على الحد منها، عبر شراكات ولقاءات ومناظرات توعوية وتحسيسية أي اعتماد مقاربة تشاركية الإستباقية.
وحث المكتب الآباء والأسر بشكل عام بمراقبة أبناءهم بشكل مستمر مع فتح قنوات الحوار مع الأبناء خصوصا في مرحلة المراهقة، ومراقبة هواتف أبناءهم، لأن الحلول الأمنية ورغم اهميتها، تبقى غير كافية وغير رادعة للحد من ظاهرة التغرير والاستغلال الجنسي للقاصرين.
وحث المكتب شركة النقل المدرسي بالإقليم بفتح حوار صريح وشفاف مع المؤسسات التعليمية والجمعيات المدنية والسلطات المحلية والدرك الملكي لتدبير أفضل وملائم للزمن المدرسي حتى لا يبقى التلاميذ في الشارع والفضاءات العامة عرضة للتحرش والاستغلال الجنسي واستهلاك المخدرات والعنف بكل أنواعه ، كما طالب المديرية الإقليمية للتعليم بفتح قاعات المكتبات أمام التلاميذ خلال أوقات الفراغ مع فتح مكتبات وفضاءات أخرى.