على الرغم من الرفض الذي لم يتوقف أساتذة اللغة الأمازيغية بالمدارس العمومية عن إبدائه بخصوص “فرض” 30 ساعة عمل أسبوعيا، لا تزال الوزارة تصر على اعتماد الغلاف الزمني نفسه في تدريس “تمازيغت” لتلاميذ المدرسة العمومية.
إصرار الوزارة على تخصيص 30 ساعة لكل مدرس للغة الأمازيغية، تضمنته مراسلة مدير مديرية مناهج التعليم الإبتدائي بالنيابة، محمد زرواني، إلى مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة درعة تافيلالت، بصدد طلب إفادة بخصوص الغلاف الزمني الأسبوعي لأستاذات وأساتذة التعليم الابتدائي المتخصصات والمتخصصين في اللغة الأمازيغية.
وأوضح المسؤول بوزارة التربية الوطنية ضمن المراسلة ذاتها أن أساتذة اللغة الأمازيغية يندرجون ضمن إطار “أستاذ التعليم الابتدائي” المنصوص عليه في المادة 10 من النظام الأساسي الخاص بموظفي وزارة التربية الوطنية.
وأوضحت الوثيقة، التي اطلعت جريدة “مدار21” على نسخة منها، أنه “في انتظار مراجعة الغلاف الزمني لأطر التدريس بقرار من السلطة الحكومية المكلفة بالتربية الوطنية، وبعد استطلاع رأي اللجنة الدائمة لتجديد وملاءمة المناهج والبرامج، سيستمر العمل بمدة التدريس الأسبوعية لهذه الفئة والمحددة في 30 ساعة”.
وضمن ما أحالت عليه المراسلة لإضفاء الشرعية على هذا القرار “النظام الأساسي الخاص بموظفي الوزارة المكلفة بالتربية الوطنية والمنهاج الدراسي للتعليم الابتدائي الذي وضعته مديرية المناهج في يوليوز 2021 والمقرر الوزاري رقم 21-100 بشأن المنهاج الدراسي السلك التعليم الابتدائي والمذكرة الوزارية رقم 23-028 في شأن التعميم التدريجي التدريس اللغة الأمازيغية يسلك التعليم الابتدائي بالإضافة إلى المذكرة الوزارية 24-152 في شأن تنفيذ مخطط التعميم التدريجي لتدريس اللغة الأمازيغية يسلك التعليم الابتدائي برسم السنتين الدراسيتين 2024/2025 و 2025/2026”.
وشددت الوثيقة ذاتها على أنه ينبغي الحرص في إعداد جداول الحصص الخاصة بالأستاذات والأساتذة المتخصصات والمتخصصين في اللغة الأمازيغية الاعتماد على تعيين أستاذ(ة) متخصص(ة) في كل مؤسسة تعليمية ابتدائية لا يشملها تدريس اللغة الأمازيغية والتي تفوق بنيتها التربوية 300 تلميذ وتلميذة طبقا لما جاء في المذكرة الوزارية 2024/152.
وألحت معطيات المراسلة على ضرورة ضبط عملية توزيع الأقسام على الأستاذات والأساتذة حسب الغلاف بالتعليم الابتدائي، مع الحرص على إسناد ثمانية أقسام (08) على الأقل في تدريس الأمازيغية، حسب البنية التربوية لكل مؤسسة الزمني المدرسي الخاص لكل أستاذ(ة) متخصص (ة).
وعلى مستوى صيغة تدريس اللغة الأمازيغية بالمدارس العمومي، أورد المصدر ذاته “تخصيص 3 ساعات لمادة اللغة الأمازيغية لكل قسم من الأقسام المسندة، كما هو منصوص عليه في وثيقة منهاج التعليم الابتدائي، نسخة 2021”.
ونظرا للخصاص الذي تعرف الموارد البشرية المكلفة بتدريس اللغة الأمازيغية، سجلت المراسلة “إمكانية تكليف أستاذ(ة) بتدريس اللغة الأمازيغية في أكثر من مؤسسة تعليمية لاستكمال الغلاف الزمني المدرسي الخاص بالتعليم الابتدائي وفقا لتنظيم زمني ملائم”.
وأشار المرجع نفسه إلى “إدراج حصص الدعم والحياة المدرسية والتكوين المستمر وجوبا في الجدول الأسبوعي لحصص كل الأستاذات والأساتذة؛ الذين لم تستوف جداول الحصص المسندة إليهم الحصص النظامية الكاملة”، مشدداً على “وضع برنامج تفصيلي لاستثمار هذه الحصص تحت إشراف المفتش ومدير المؤسسة في توافق تام مع مشروع المؤسسة”.
ولم تغفل الوثيقة نفسها “إدراج اللغة الأمازيغية ضمن أنشطة الحياة المدرسية التي تهدف إلى التعريف بمختلف مكونات التراث الثقافي الأمازيغي وبرمجة تلك الأنشطة في مشاريع المؤسسة المندمجة”، مسجلةً “إرساء وتفعيل الأندية التربوية التي تهدف إلى تطوير وتنمية المهارات التواصلية باللغة الأمازيغية لدى المتعلمات والمتعلمين وإعداد المتعلمين للمشاركة في المسابقات الوطنية والجهوية والإقليمية المنظمة في إطار التشبيك الموضوعاتي في مجالات فن الخطابة والموسيقى والمسرح باللغة الأمازيغية وفي المسابقات الثقافية والأولمبياد اللغوية والشعر التلاميذي”.
