في أجواء مشحونة بالتحدي والحماس، تستعد الكرة المغربية لواحدة من أكثر المواجهات المنتظرة هذا الموسم، حيث يلتقي الرجاء الرياضي وغريمه التقليدي الجيش الملكي في “كلاسيكو” إفريقي يحمل في طياته أكثر من مجرد ثلاث نقاط.
ووسط رهانات عالية وأمال جماهيرية عريضة، وصلت بعثة الرجاء إلى مدينة مكناس مساء الخميس، عازمة على قلب الموازين في مباراة تُوصف بأنها معركة حاسمة ضمن الجولة الخامسة من دور المجموعات بدوري أبطال إفريقيا، بينما يجهز الجيش الملكي صفوفه لاستثمار صدارته وإثبات تفوقه على الساحة القارية.
ولخلق روح الحماس لدى اللاعبين، قرر مسؤولو الرجاء والجيش تخصيص مكافآت مالية مغرية تُحفزهم على بذل أقصى الجهود.
ففي الوقت الذي حصل فيه لاعبو الرجاء على منحة مالية قدرها 3 ملايين سنتيم لكل لاعب بعد الانتصار الأخير على ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي، ينتظرهم نفس المبلغ في حال تحقيق الفوز أمام الجيش الملكي.
من جهته، لم يكشف الجيش عن القيمة المحددة للمنح، لكن مصادر أكدت أنها ستكون سخية بالنظر إلى أهمية المباراة.
من المرتقب أن يختتم الفريقان استعداداتهما يوم غدٍ الجمعة بإجراء آخر حصة تدريبية، حيث سيضع المدربان اللمسات الأخيرة على التشكيلة والخطة التكتيكية.
وتجدر الإشارة إلى أن المباراة ستُلعب أمام جمهور الجيش الملكي فقط، في ظل غياب جماهير الرجاء بقرار أمني مشابه لما حدث في مباراة الذهاب، مما يزيد من أهمية الروح القتالية للاعبي الرجاء في غياب دعم أنصارهم في المدرجات.
على صعيد الفريق الأخضر، جاءت أخبار مطمئنة لجماهيره بعد تأكيد الطاقم الطبي جاهزية اللاعبين يوسف بلعمري ومحمد زريدة، اللذين تعافيا من الإصابة التي لحقت بهما في المباراة الأخيرة أمام صن داونز.
هذا التطور يعزز الخيارات التكتيكية للمدرب، الذي يعوّل على دورهما في مواجهة قد تحدد مصير الرجاء في المنافسة.
ويدخل الرجاء هذه المباراة بمعنويات مرتفعة بعد انتصاره الأول في دور المجموعات أمام صن داونز، بفضل هدف قاتل سجله اللاعب عيسى بنعمر في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول.
هذا الفوز أحيا آمال الفريق وجماهيره، رغم أن الطريق إلى التأهل لا يزال محفوفًا بالصعوبات، حيث يحتاج الفريق إلى الفوز في المباراتين المتبقيتين لضمان مقعد في الدور المقبل.
وأصبحت المجموعة الثانية التي تضم الجيش الملكي، صن داونز، مانيما، والرجاء، مفتوحة على جميع الاحتمالات، ما يجعل المواجهة القادمة فاصلة لكلا الفريقين.
من جهة الجيش الملكي، يدخل الفريق المباراة متصدرًا للمجموعة برصيد 8 نقاط، مما يمنحه أفضلية معنوية، خاصة أن اللقاء يُقام على ملعبه وأمام جماهيره.
ويأمل الفريق العسكري في مواصلة مسيرته الناجحة في دور المجموعات، خصوصًا وأنه يتمتع بخط دفاع قوي وهجوم فعال بقيادة مجموعة من اللاعبين المميزين.
المباراة تحمل أيضًا بُعدًا تاريخيًا خاصًا، حيث لطالما كان التنافس بين الرجاء والجيش الملكي عنوانًا لمباريات تحمل الكثير من الحماس والإثارة.
ويضفي تاريخ الفريقين الحافل على اللقاء نكهة خاصة تجذب الأنظار داخل وخارج المغرب، وتزيد من الضغط على اللاعبين لتحقيق نتيجة إيجابية.
وبين الطموحات المختلفة والتاريخ المشترك، يبقى السؤال الأبرز: هل سيتمكن الرجاء من تجاوز العقبات واستغلال الفرص المتاحة لتحقيق الانتصار؟ أم أن الجيش الملكي سيؤكد تفوقه ويخطو بثبات نحو التأهل؟ الإجابة ستتضح مساء السبت في واحدة من أكثر المواجهات انتظارًا في الكرة الإفريقية.