دعت هيئات مغربية، مدنية وسياسية، إلى “النفير العام” بشوارع المملكة للتضامن مع الشعب الفلسطيني بمناسبة الذكرى 49 ليوم الأرض، وذلك تنديدا باستمرار حرب الإبادة الجماعية التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ أزيد من 16 شهرا.
ويرتقب أن تخرج العشرات من المسيرات والوقفات الاحتجاجية بمختلف مناطق المغرب، اليوم الجمعة وغدا السبت وبعد غد الأحد، استمرار للحراك الشعبي المتواصل منذ 7 أكتوبر 2023، وسط ارتفاع مطالب “إسقاط التطبيع” وإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط.
ومنذ بداية العدوان على غزة، تشهد مدن المملكة مظاهرات ومسيرات حاشدة بوتيرة شبه يومية، وهو ما دفع وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى إجلاء موظفي مكتبها بالرباط منذ بداية الحرب، كما حذر مجلس الأمن القومي بإسرائيل، من السفر إلى المغرب.
حزب التقدم والاشتراكية دعا كافة أعضائه وعموم الشعب المغربي، إلى المشاركة المكثفة والقوية في المظاهرات والمسيرات والوقفات، وفي كل الأشكال النضالية التي تُنَظَّمُ في مختلف مناطق المملكة، تنديداً بالكيان الصهيوني المجرم، ودعماً للقضية الفلسطينية العادلة، وفق ما جاء في نداء له.
وقال الحزب بمناسبة الذكرى 49 ليوم الأرض، إن “الاحتفاء، هذا العام، بهذه الذكرى الخالدة، يأتي في ظل استئناف الكيان الصهيوني لحرب إبادته الوحشية بغزة، ومواصلة اعتداءاته المتغطرسة في القدس والضفة الغربية، وفي ظل مواصلته سياسات التهجير القسري، وتوسيع الاستيطان”.
وأشار إلى أن “شعب فلسطين المقاوِم يستمر في تقديم دمائه الزكية ثمناً باهظاً في سبيل الدفاع عن أرضه والتمسك بحقوقه، ويُواجه مخططاتِ تصفية القضية الفلسطينية، المُحاكَة بشراكة أميركية صريحةٍ ومباشرة”.
وأضاف النداء الذي تتوفر جريدة “العمق” على نسخة، أن الشعب الفلسطيني “يُواجِهُ عجز المجتمع الدولي، وضمنه البلدان العربية، عن إلزام إسرائيل، لا بوقف العدوان والجرائم، ولا بأيٍّ من قواعد القانون الدولي أو القانون الدولي الإنساني”.
وجدد حزب “الكتاب” إدانته القوية “لكل ممارساتِ الكيان الصهيوني بحكومته المتطرفة، وللتواطؤ الأمريكي المفضوح”، معبرا عن “تضامنه المطلق ومساندته الثابتة للشعب الفلسطيني حتى نيْل كافة حقوقه الوطنية المشروعة، وفي مقدمتها الحق في بناء دولته الحرة والمستقلة والقابلة للحياة وعاصمتها القدس”.
من جانبها، وجهت حركة التوحيد والإصلاح نداءً إلى “الهيئات والمنظمات الدعوية والسياسية والنقابية والحقوقية والمدنية والحركات الطلابية إلى توحيد الجهود وتكثيفها ومضاعفتها للضغط من أجل إيقاف التهجير القسري والإبادة الهمجية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني”.
وأهابت بعموم المغاربة إلى “الانخراط المكثف في كل أشكال الدعم الشعبي والنصرة المتواصلة للمقاومة الفلسطينية سواء بالحضور في الفعاليات الشعبية أو بالدعم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية وغيرها، فنصرة المظلوم واجبة على كل مسلم وعلى كلإنسان حر”.
كما دعت “حكام العرب والمسلمين وحكوماتهم إلى تصحيح مواقفهم ونجدة إخوانهم”، مشيرة إلى أن “الكيان الصهيوني عدو الأمة يشكل التهديد الأخطر على أمننا القومي وعلى مستقبل الأمة بأكملها. وأول خطوة إيقاف كل أشكال التطبيع والتعاون مع عدو الأمة”.
ودقت “التوحيد والإصلاح” ندق ناقوس الخطر داعية الجميع إلى “تحمل المسؤولية قبل فوات الأوان لإيقاف المجازر الهمجية التي يتعرض لها الفلسطينيون، سواء في غزة أو في مدن الضفة أو في القدس الشريف”.
واعتبرت أن “النازية الصهيونية تستفيد من تواطؤ المتواطئين وتخاذل المتخاذلين ومن عجز العاجزين، لذلك لابد من تحمل المسؤولية الشرعية والتاريخية لنصرة المستضعفين والدفاع عن المظلومين من خلال مبادرات شعبية تصعيدية لدفع العدوان ورفع الحصار وإغاثة الشعب الفلسطيني المنكوب”.
في نفس السياق، دعت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة إلى تنظيم وقفات بمختلف مدن المملكة، في الجمعة رقم 69 من معركة “طوفان الأقصى”، وذلك بمناسبة ذكرى يوم الأرض الفلسطيني.
وأوضحت الهيئة في بلاغ لها، أن مظاهرات اليوم تأتي “تنديدا بالعدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة والضفة، واستنكارا لسياسة التجويع الممنهج ومحاولات التهجير ورفضا للدعم الأمريكي المباشر للجيش الصهيوني، ولكل أشكال التطبيع مع المحتلين”.
ودعت الهيئة الشعب المغربي للمشاركة المكثفة في فعاليات اليوم الوطني الاحتجاجي الذي دعت إليه الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع في نفس اليوم إسنادا لغزة ورفضا للمجازر والتطبيع، واضحة لائحة بأسماء المساجد والأماكن التي سيتم فيها تنظيم الاحتجاجات.
بدورها، دعت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين لتنظيم مسيرة شعبية في يوم القدس العالمي ويوم الأرض الفلسطيني، وذلك مساء اليوم الجمعة ابتداء من الساعة التاسعة والنصف مساء، انطلاقا من ساحة البريد بشارع محمد الخامس بالرباط.
وقالت المجموعة إن هذه المسيرة تأتي “استجابة لنداء المقاومة الفلسطينية، ولنداء أهلنا الصامدين في فلسطين الشهيدة، بالتعبئة الشعبية عبر ساحات الأمة وعواصم العالم في إطار النفير العام، دفاعا عن القدس والأرض، وضد حرب الإبادة الجماعية والتهجير، وضد التطبيع”.
كما دعت المجموعة “كل المكونات والقوى الوطنية الحية إلى الاستجابة لنداء النفير العام الذي دعت اليه المقاومة الفلسطينية بإعلان التعبئة الشعبية في كل الساحات بالمدن المغربية، وفاء للمقاومة، وذلك أيام الجمعة والسبت والأحد 28.29.30 مارس 2025”.
المبادرة المغرببية للدعم والنصرة، أعلنت من جانبها، “الاستجابة لنداء النفير العام للمقاومة الفلسطينية في ظل الوضع الخطير الذي يتهدد حياة أهلنا في غزة نتيجة جرائم الإبادة الجماعية وفرض التهجير القسري للمدنيين والاعدامات الميدانية واستهداف ما تبقى من المستشفيات من طرف جيش الاحتلال النازي الإرهابي، بدعم وشراكة من الإدارة الأمريكية المتصهينة”.
وشدد المبادرة على ضرورة الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك ضد مخططات التهويد والتقسيم، وتجديد مطلب الشعب المغربي بإسقاط التطبيع، وفق ندائها الذي تتوفر جريدة “العمق” على نسخة منه.
ودعت المبادرة عموم الشعب المغربي وكل قواه الحية إلى التعبئة والمشاركة في الوقفات والفعاليات الشعبية التي ستنظمها أيام الجمعة والسبت والأحد، واضحة لائحة بأسماء المدن والساحات التي سيتم فيها تنظيم الاحتجاجات.
واليوم الجمعة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة عن ارتفاع حصيلة ضحايا الإبادة الإسرائيلية إلى 50 ألفا و251 شهيدا و114 ألفا و25 إصابة منذ 7 أكتوبر 2023، مشيرة إلى وصول 43 شهيدا إلى المستشفيات و115 إصابة خلال 24 ساعة الماضية.
وأضافت أن “حصيلة الشهداء والإصابات منذ استئناف الإبادة في 18 مارس الجاري، بلغت 896 شهيدا 1984 إصابة، مشيرة إلى أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
