زنقة 20. وجدة
عاد الحديث عن ضرورة تعيين مساعد من الطراز العالي للمدرب الوطني وليد الركراكي ليطفو على السطح، عقب تكرار نفس العقم التهديفي في عدة مناسبات خلال المباريات التي جمعت المنتخب الوطني المغربي، في تصفيات كأسي أفريقيا و العالم، رغم توفره على ترسانة عالمية من النجوم.
وجود رشيد بنمحمود كمساعد لوليد الركراكي، يراه متتبعون أنه غير مجدي بالمرة، خاصة وأن مساعد المدربين عبر العالم، يجعله يقدم قراءة تقنية شاملة بينما يكون المدرب في فترات إنفاقا وتوجيه للاعبين، على أرضية الملعب، من أجل تصحيح أي خلل في التركيبة البشرية أو التوزيع على رقعة الملعب، وتوظيف أنسب للترسانة البشرية.
هذا المعطى لا يشاهده أحد من طرف رشيد بنمحمود أو أن وليد الركراكي لا يأخذ به، في حال توصله به من طرف مساعده رشيد بنمحمود، خاصة وأن المنتخبات التي تواجهنا أصبحت لا تكلف نفسها العناء الكبير بحكم أنها تعرف عن ظهر قلب التكتيك الذي سيلعب به المغرب ضدها دون إبتكار أو تجديد.
مدربون عالميون من طراز بوبي روبسون كان يستعين بمساعد من طراز جوزيه مورينيو حين كان مدرباً لمانشستر يونايتد و برشلونة.
مساعد المدرب لا يكتفي فقط بتوديع اللاعبين وحضنهم، بل يعتبر موجهاً للمدرب الرئيسي بفضل الرؤية الشاملة التي يجمع تفاصيلها بشكل دقيق وبطرق إحترافية وتكنولوجية أصبحت تناط بمساعدي المدربين عبر العالم.
وحين يتعلق الأمر بمنتخب بلغ نصف نهائي كأس العالم، كالمغرب فإن الضرورة أضحت ملحة للبحث عن مساعد لوليد الركراكي من طينة كبرى، يبصم بها على لمسة فنية وتقنية يساعد بها المدرب الرئيسي، في الوقت والمكان المناسبين، بتوجيهات ومعطيات فورية لتصحيح ما يمكن تصحيحه.
واقترب المنتخب الوطني المغربي من حجز تذكرة التأهل لنهائيات كأس العالم 2026 بعد تغلبه على نظيره التنزاني، بهدفين دون رد، مساء أمس الثلاثاء، على أرضية الملعب الشرفي بوجدة، برسم الجولة السادسة عن المجموعة الخامسة من التصفيات الإفريقية.
وأجرى مدرب الأسود وليد الركراكي في هذه المباراة تغييرات على التشكيلة الأساسية مقارنة بالمواجهة السابقة ضد النيجر، حيث أشرك في مركز الظهير الأيسر يوسف بلعمري مكان نصير المزراوي الذي لعب في مركز الظهير الأيمن عوض أشرف حكيمي الغائب بسبب تراكم الإنذارات، كما راهن على إسماعيل الصيباري وبلال الخنوس وعبد الصمد الزلزولي كأساسيين.
ونزل الأسود بكل ثقلهم منذ الدقائق الأولى من الشوط الأول لإيجاد ثغرة في دفاع المنتخب التنزاني، الذي اعتمد خطة الدفاع المتكتل في الخلف، ما جعل عناصر المنتخب الوطني ينوعون من كيفية اللعب تارة عبر التمريرات العرضية وتارة أخرى عبر محاولات التوغل من العمق.
وكانت من المحاولات التي صنعها الفريق الوطني تسديدة نايف أكرد بعد مرور أربع دقائق من عمر اللقاء، لكن كرته مرت محاذية للقائم الأيسر للحارس التنزاني يعقوب سليمان علي. وتأخرت العناصر الوطنية بعدها في خلق فرص للتسجيل إلى غاية الدقيقة 28 عبر رأسية لبلال الخنوس مرت بجانب المرمى.
من جانبه، حاول المنتخب التنزاني استغلال سلاح الهجمات المرتدة وخلق بعض الفرص من أجل تهديد الحارس ياسين بونو، أبرزها في الدقيقة 41 حيث كان التنزانيون قاب قوسين أو أدنى من هز شباك المنتخب الوطني، لكن الكرة مرت محاذية للقائم.
وفي نهاية الشوط الأول (د 3 + 45)، سدد سفيان أمرابط كرة بيمناه علت العارضة لينتهي الشوط بصفر لمثله.
وتميزت بداية الشوط الثاني باستفاقة أسود الأطلس، الذين حاولوا بشتى السبل افتتاح التسجيل، وتكللت جهودهم في هز الشباك في الدقيقة 51 بعد ركنية من الجهة اليسرى لمرمى المنتخب التنزاني حولها جواد الياميق برأسه وتصدى لها الحارس سليمان علي لتعود لنايف أكرد الذي أودعها في الشباك.
واستمر ضغط العناصر الوطنية من أجل زيادة غلة الأهداف وهو ما تأتى بتسجيل الهدف الثاني بعد حصول الظهير الأيمن نصير المزراوي على ضربة جزاء انبرى لها نجم ريال مدريد إبراهيم دياز وأسكنها على يمين الحارس التنزاني (د 58).
ومن أجل ضخ دماء جديدة في صفوف النخبة الوطنية، أجرى وليد الركراكي ثلاثة تغييرات دفعة واحدة بإقحام الياس بن الصغير وسفيان رحيمي وعز الدين أوناحي مكان كل من عبد الصمد الزلزولي وإسماعيل الصيباري ويوسف النصيري (د 71).
وسنحت للمنتخب التنزاني أخطر فرصة بالمباراة في الدقيقة 76 من تسديدة قوية بعيدة من اللاعب سيمون مسوفا تصدى لها بونو ببراعة.
وبعد الهدفين تحكم الأسود في إيقاع المباراة وحاولوا مضاعفة النتيجة، لكن هذه المحاولات لم تتوج بالتسجيل لتنتهي المباراة بفوز الأسود بهدفين للاشيء.
وبعد هذا الفوز، وضع المنتخب الوطني المغربي قدما في نهائيات كأس العالم 2026، وعزز موقعه في صدارة المجموعة الخامسة برصيد 15 نقطة، بينما يحتل النيجر المركز الثاني برصيد 6 نقاط، مناصفة مع المنتخب التنزاني، فيما يتواجد المنتخب الزامبي في المركز الرابع بـ 3 نقاط.
وفي الجولة السابقة، كان المنتخب الوطني المغربي تفوق على نظيره النيجري، بهدفين مقابل واحد، في المباراة التي جمعتهما يوم الجمعة الماضي.
وخلال مسارهم بالتصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، كان أسود الأطلس فازوا على كل من تنزانيا (2-0) وزامبيا (2-1) والكونغو (6-0).
تجدر الإشارة إلى أن نهائيات كأس العالم 2026، التي ستجرى أطوارها مناصفة بين ملاعب الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، ستنطلق يوم 11 يونيو على ملعب الأزتيك بالمكسيك على أن تختتم في 19 يوليوز بنيويورك على ملعب ميت لايف.