بينما تغزل عزيز غالي بخيوط خاسرة في رواياته المناهضة للمصالح الوطنية، جاءت غانا لتصدمه بقرار دبلوماسي يكشف عن زيف المزاعم التي دأب على تسويقها. سحب غانا اعترافها بجبهة البوليساريو لم يكن مجرد خطوة عابرة في خارطة السياسة الإفريقية، بل صفعة مدوية لكل من يُحاول تقويض الوحدة الترابية للمغرب، عن قصد أو عن غفلة.
يا غالي، تصريحاتك الأخيرة ليست فقط ضارة بمصالح المغرب، بل تُعدُّ هدية مجانية لأعداء الوطن. أن تُصرّح بما يضرب في صميم الإجماع الوطني تحت غطاء حقوق الإنسان هو في الواقع خيانة مقنّعة تسعى لتقويض مسيرة شعب بأكمله. أين المصلحة في أن تدعي الوقوف إلى جانب “حل تفاوضي” بينما الوطن يسير بخطوات ثابتة نحو الانتصار الدبلوماسي للحكم الذاتي؟ أم أنك ترى في معاكسة التيار الوطني فرصة لاقتناص لحظة شُهرة لا تزيدك إلا عزلة؟
وبينما أنت، يا غالي، توزع النقاط مجاناً لأعداء الوحدة الوطنية، فالدبلوماسية المغربية تواصل تسجيل الأهداف في مرمى الخصوم. القرار الأخير لغانا بسحب اعترافها بجبهة البوليساريو يُثبت مجدداً أن الرؤية المغربية للحكم الذاتي هي الخيار الواقعي والقابل للتنفيذ. فهو إنجاز جديد يُضاف إلى سلسلة طويلة من النجاحات الدبلوماسية التي جعلت خصوم المغرب في موقف دفاعي دائم.
يا غالي، حين تخاطب العالم بلغة تعطي شرعية لأوهام البوليساريو، فأنت لا تضرب في صميم جهود الدولة فقط، بل تهدم جسور الثقة التي بُنيت على مر العقود. الغريب في الأمر أنك تفعل ذلك وأنت مُدرك جيداً أن خندقك الفكري بات خالياً من الحلفاء، لأنهم أدركوا أن الكفة تميل لمصلحة الشرعية التاريخية لمغربية الصحراء .
هذه المفارقة بين مواقفك العبثية والجهود الدبلوماسية المغربية تعكس صورة واضحة: الأول يُحاول هدم ما بُني بعناء، والثاني يُعزز المكاسب الوطنية بثبات وحكمة. الفرق بينكما شاسع كالبحرين، أحدهما مُتلاطم ومُضطرب، والآخر هادئ وعميق، يعرف متى يُطلق أمواجه ومتى يتركها ساكنة.
ألم يبلغك خبر غانا بعد، يا غالي؟ أم أن الغرق في تفاصيل وهمية يمنعك من رؤية الحقيقة؟ الحقيقة هي أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق المزيد من المكاسب، بينما تظل محاولاتك ضرباً من العبث السياسي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.
وكما يقول المثل المغربي “اللي يطعنّك فظهرك، الجرح ديالو يقدر يبرا، ولكن خيانة الوطن كتخلّي ندوب ما كتبراش”.