الأحد, مارس 16, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيهل اقتربت الدار البيضاء من إنهاء أكبر معاناة للسائقين؟

هل اقتربت الدار البيضاء من إنهاء أكبر معاناة للسائقين؟


في قلب العاصمة الاقتصادية للمغرب، تتصاعد أزمة مواقف السيارات لتصبح واحدة من أكبر التحديات التي تواجه ساكنة الدار البيضاء وزوارها.

فمع شوارع تعج بالسيارات وحركة مرور خانقة، أصبح العثور على مكان لركن السيارة مهمة شاقة تستهلك الوقت والأعصاب، مما يعكس الحاجة الملحة لحلول جذرية تواكب النمو السريع للمدينة.

هذه الأزمة ليست جديدة، لكنها تتفاقم مع مرور السنوات، خاصة مع تزايد عدد السكان وتوسع الأنشطة التجارية والاقتصادية، مما يجعل من تطوير بنية تحتية حديثة للركن ضرورة لا تحتمل التأجيل.

تكتسب هذه الإشكالية أهمية مضاعفة مع اقتراب استضافة المغرب لكأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، حيث يتطلب الأمر جاهزية عالية في المرافق والخدمات اللوجستية لاستقبال الأعداد الكبيرة من الزوار والمشجعين.

وفي هذا السياق، وجدت جماعة الدار البيضاء نفسها أمام اختبار حقيقي يستلزم إجراءات عاجلة واستراتيجيات فعالة لتخفيف الضغط على الشوارع والساحات العامة.

على الرغم من الجهود المبذولة، لم يسلم تدبير ملف مواقف السيارات من الانتقادات، خصوصًا من طرف المعارضة داخل المجلس الجماعي، التي لطالما عبرت عن استيائها من بطء الحلول المطروحة.

ويرى المعارضون أن المدينة تمتلك العديد من الأراضي غير المستغلة التي يمكن تحويلها إلى مرائب حديثة، وهو ما من شأنه أن يحد من التفاوتات المجالية بين الأحياء ويخفف من أزمة احتلال الملك العمومي.

هذه المطالب تأتي في ظل تزايد الحاجة إلى تنظيم هذا القطاع الذي ظل لسنوات يعاني من العشوائية وغياب رؤية واضحة.

وفي محاولة لمعالجة هذه الإشكالية، يجري حاليًا العمل على عدة مشاريع لإنشاء مرائب عصرية بمواصفات حديثة في مختلف مناطق المدينة. من أبرز هذه المشاريع، مرآب حديقة جامعة الدول العربية، الذي بات في مراحله الأخيرة قبل افتتاحه قريبًا، بطاقة استيعابية تفوق 300 سيارة يوميًا.

وقد أكدت عمدة الدار البيضاء، نبيلة الرميلي، عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، أن هذا المشروع سيعتمد على خدمات متطورة تواكب المعايير الحديثة في تدبير مواقف السيارات.

كما سيتم تحديد تسعيرة الركن وفق القرار الجبائي الخاص بالمدينة، مما سيسهم في تنظيم القطاع بشكل أفضل والحد من الفوضى.

لم يكن هذا المشروع الأول من نوعه، فقد سبقه افتتاح مرآب “مثلث الفنادق” في 30 نونبر الماضي، وهو منشأة تمتد على طابقين تحت الأرض، كل منهما بمساحة 8000 متر مربع، ويوفر 551 مكانًا للركن.

ويتميز هذا المرآب بمدخلين رئيسيين يسهلان عملية الولوج إليه، أحدهما من شارع زيد أوحماد والآخر من شارع الجيش الملكي.

وتشير التوقعات إلى أن مرآبًا ثالثًا سيتم إنجازه في قلب المدينة بسعة تتجاوز 600 مكان، ومن المرتقب أن يفتح أبوابه منتصف عام 2025، ما يعزز الجهود الرامية إلى توفير حلول مستدامة لمشكلة الازدحام.

وتقدر التكلفة الإجمالية لهذه المشاريع الثلاثة بنحو 500 مليون درهم، وهو استثمار يعكس التزام الجماعة الحضرية للدار البيضاء بتحسين ظروف التنقل داخل المدينة والحد من معاناة السائقين.

لكن هذه الجهود لا تقتصر فقط على بناء المرائب، بل تشمل أيضًا تنظيم قطاع ركن السيارات بشكل أكثر صرامة.

في هذا الإطار، تعمل الجماعة على إعداد دفتر تحملات جديد ينظم نشاط حراس السيارات، الذين لطالما شكل وجودهم العشوائي مصدر إزعاج للمواطنين.

مع هذه الخطوات، تبدو الدار البيضاء على مشارف مرحلة جديدة من التحديث والتنظيم، حيث تسعى إلى خلق فضاءات حضرية أكثر انسيابية تلبي احتياجات ساكنتها.

ومع ذلك، يبقى نجاح هذه المشاريع مرهونًا بمدى قدرتها على تلبية الطلب المتزايد على مواقف السيارات، ومدى التزام المجلس الجماعي بمتابعة تنفيذها بفعالية وصرامة.





Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات