منذ استقلال تونس والمغرب في منتصف القرن العشرين، كانت العلاقات بين البلدين تتميز بالتعاون على مختلف الأصعدة السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية، حيث كانت لتونس والمغرب علاقات دبلوماسية متينة، ويتبادلان الدعم في العديد من القضايا الإقليمية والدولية. غير أن العلاقات بين البلدين توترت في الآونة الأخيرة بسبب مجموعة من المواقف السياسية التي أبرزت خلافات خطيرة، خاصة حول قضية الصحراء المغربية.
ففي شتنبر 2021، استضافت تونس زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، خلال منتدى التعاون الاقتصادي. وكان حضور غالي إلى تونس بمثابة إشارة قوية من جانب السلطات التونسية لدعم موقف جبهة البوليساريو، وهو ما يرفضه المغرب بشكل قاطع، باعتبار أن الصحراء جزء من أراضيه. وقد اعتُبر هذا الموقف التونسي في المغرب بمثابة مخالفة للشرعية الدولية، خاصة بعد إعلان عدد من الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة، اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء.
وفي حديثه لـ”أخبارنا”، قال بلال لمراوي، الباحث في العلوم السياسية والقانون العام، إن “المكاسب الدبلوماسية النوعية للقضية الوطنية نتيجة الحكمة الملكية المتبصرة هي أمر لا يمكن إنكاره؛ فالدبلوماسية دائمًا ما تُقاس بالنتائج، والنتيجة هي أن أقوى القوى الدولية تدعم مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. لكن بعض مواقف الدول التي يُفترض فيها دعم وحدة الشعوب ونبذ التجزئة والتحلي بالحد الأدنى من الدبلوماسية، والتي تتمثل في الحياد التام، تثير الاستغراب. وأبرز هذه الدول هي تونس التي ما فتئت تتساهل مع كل ما يعاكس ويعادي المغرب”.