سمير الحيفوفي
من مستحيلات زمانا فضلا عن “الغول” و”العنقاء”، أن يتعقَّل “حميد المهدوي” أو أن يصمت، فتراه يتقافز ها هنا وهناك، لا تعرف له طينة، اللهم إن صُنِّف ضمن عشيرة الانتهازيين، وهو لا يستطيع أن ينكر ذلك، بعدما ارتمى على استدعاء أمني وجه إلى “حسن بناجح”، بوق جماعة “العدل والإحسان”، ليعلن تضامنه المطلق معه، حتى دون أن يعرف السبب وراء الاستدعاء.
وإذ يلهج “حميد المهدوي” دون توقف ليقنع المغاربة بأنه “صحفي”، فإنه تحرر في لحظة مكاشفة من كل الحيادية المفترضة في معشر الصحفيين، ليمتشق الانتهازية المعروفة عن العشيرة المارقة التي تتضامن فيما بينها، لا لشيء سوى لأنهم يرون في القانون طوقا يطوق أمانيهم ويصدهم عن طغيانهم.
وبمجرد أن وجهت “الفرقة الوطنية للشرطة القضائية” (BNPJ) استدعاء لـ”حسن بناجح”، حتى يمثل أمام محققيها يوم الثلاثاء 25 مارس 2025، عنت لعقل “حميد المهدوي” أن يخربش تضامنه معه عبر تدوينة “فايسبوكية”، آثر إلا أن يغالط فيها متابعيه الذين يُدلِّس عليهم، بالقول إنه يساند “داعم” ما يراها بمنظوره السقيم “صحافة مستقلة”.
فعن أي مساندة يتحدث “حميد المهدوي” وقد سابق مجريات الأمور، ودون أن يعرف سبب الاستدعاء ليبدي تضامنا أعمى، يكشف قبل كل شيء عماه وعدم تبصره، وهو يجعل كل من استدعي للمثول أمام الهيئات التي تضطلع بإنفاذ القانون، أوجب بالتضامن، وفي ذلك تعبير صارخ منه بأنه ينشد الفوضى والحصانة لأقلية تشاطره تنطعه ليس إلا.
وانتحل “حميد المهدوي” لنفسه كل الأعذار ليتحلل من كل القيم، وهو يدبج تضامنا مع شخص يظن نفسه فوق كل شيء، وليس تحت طائلة القانون الذي يبسط نفسه في هذا البلد، فقرر أن يرشقه بالتضامن لا لشيء سوى لرد الجميل ولو أن في ذلك ما يخزيه ويشين مهنة الصحافة التي يدعي باطلا الانتماء إليها، ويفضح نفسه بنفسه في كل مرة وهو يخلف الموعد ما أخلاقياتها.
وما قام به “حميد المهدوي” ينأى لا محالة عن الشرف الذي هو أعز في زمننا هذا، وهو بذلك يكشف أنه من عشيرة الانتهازيين الذين لا يلوون شيئا غير النهش فيما تبقى من مؤسسات الدولة، حتى أنه لم يستسغ أن يُستدعى مارق “العدل والإحسان” ليفضي إلى محققي “الفرقة الوطنية للشرطة القضائية” بما في جعبته بناء على ما ثبت في حقه من مخالفات أو ما دونها والتي استدعت تحرير الاستدعاء الأمني.
فعلا في التدوينة التي خربشها “جميد المهدوي” ما يحيل على أن من “الصحفيين” وفيهم طارئين يلتصقون بهم عنوة، وقد ركنوا إلى الزعيق لأنه يخدم مصالحهم، ويربي مداخيلهم، بعدما جعلوا من منصات التواصل الاجتماعي أرض معركة يخوضون فيها حروبا وهمية ضد مؤسسات إنفاذ القانون، الذي يرون أنفسهم فوقهم وأن لهم أن يفعلوا ما يشاؤون، بينما أمانيهم ستغدو هباء منثورا.
إن في تضامن “حميد المهدوي”، ما يشي بأن بين صحفيي المغرب، دوما هناك “بروتوس” الغدار طاعن “قيصر”، الذي يتمسكن حتى يتمكن، ويغرز سكين الخيانة والغدر في ظهورهم، فيجدون أن من بينهم من يدعي الانتساب إلى بلاط صاحبة الجلالة، بينما هو سوقجي مثل أي بائع للذمم في سوق الذل والمهانة.