خلف نقل سيدة حامل إلى المستشفى في نعش للأموات، بين المسالك الجبلية الوعرة بأحد دواوير إقليم أزيلال، أمس الأحد، استنكارا واسعا، لما في المشهد من حط بكرامة السيدة وأهلها، ولما تعكسه صور وفيديوهات الواقعة من حقيقة التهميش الذي لا تزال تعيشه هذه المناطق.
وإلى جانب الاستنكار الواسع من طرف النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر الائتلاف المدني من أجل الجبل عن أسفه لهذه المشاهد المتكررة في المغرب المنسي، مطالبا بفك العزلة عن المناطق الجبلية فورا، وتسريع مشاريع البنية التحتية المتعثرة، وتأمين وصول السكان إلى حقوقهم الأساسية.
وقال الائتلاف في منشور على صفحته بـ”فيسبوك” “بينما العالم ينظر إلى مغرب الأضواء والملاعب، هناك مغرب آخر يعيش في الظل، مغرب الجبال والمعاناة.. صباح أمس، وقعت حادثة مؤلمة تكشف حجم التهميش الذي تعاني منه المناطق الجبلية.. ففي جبال أيت تمليل بإقليم أزيلال، نُقلت سيدة حامل فاجأها المخاض على نعش الأموات لمسافة كيلومترات وعلى مدار ساعتين، فقط للوصول إلى سيارة إسعاف بانتظارها في منطقة تسلنت نايت مكون”.
وأضاف ائتلاف الجبل “مشهد يحمل كل معاني الألم والانكسار: مواطنون يتسلقون الجبال حاملين على أكتافهم امرأة تصارع الألم، لأن الطرق مقطوعة بسبب الأشغال، ولأن الجبل يظل مهمشًا في مغرب 2024.”.
وأكد الائتلاف أن الصور التي تداولها المغاربة اليوم لا تعبر فقط عن معاناة فردية، بل هي دليل على واقع الآلاف من سكان المناطق الجبلية، الذين يعيشون العزلة في غياب أبسط الحقوق؛ من طريق معبدة، ووسائل نقل لائقة، وخدمات صحية قريبة.
ودعا الائتلاف الرأي العام الوطني وكل صاحب ضمير حي إلى الوقوف مع هؤلاء المنسيين في الجبال المغربية، فهذه الحادثة ليست مجرد خبر عابر، بل صرخة تستوجب استجابة عاجلة من السلطات لوضع حد لهذا العار.