الأحد, يناير 12, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربينعيمة حجي.. رحلة من الفضول إلى النجاح في عالم التجميل

نعيمة حجي.. رحلة من الفضول إلى النجاح في عالم التجميل


DR


مدة القراءة: 5′

وُلدت نعيمة حجي في مدينة سان فالير بمنطقة سون ولوار، وترعرعت في كروتزوالد الواقعة في شمال شرق فرنسا. في البداية، كانت تدرس  للحصول على شهادة مهنية (BAC Pro/bio)، لكنها تخيلت مستقبلها في مجال رعاية الطفولة قبل أن تفكر في تغيير مسارها الدراسي. منذ صغرها، بدأت بالتساؤل بشكل عفوي عن التجميل، ولاحظت الفروق بين شعرها المجعد وشعر زميلاتها الأملس في المدرسة. بالإضافة إلى ذلك، كانت تميل أكثر إلى الأنشطة الفنية، لكنها لم تحظَ بالدعم اللازم لتطوير موهبتها في هذا المجال.

تتذكر نعيمة أنها شعرت بالكثير من الملل خلال آخر سنتين لها في الثانوية، بسبب غياب إطار مناسب يساعدها على تنمية شغفها. عادت إلى اهتمامها الأساسي بالتجميل، ما قادها للالتحاق بمدرسة تدريبية في مدينة ميتز. وقالت لـ”يابلادي”: “كانت لدي رغبة في أن أكون مُصففة شعر جيدة وأن أساعد الآخرين على الشعور بالراحة والابتسامة من خلال هذا المجال”.

لكن في ذلك الوقت، تجاوزت تكلفة التدريب المهني 5000 يورو، وقالت “لم يكن والداي قادرين على تحمل التكاليف، ولكن أخي مصطفى، الذي كان قد انضم إلى عالم كرة القدم المحترفة في تلك الفترة، شجعني وطمأنني بشأن تمويل الدراسة، ودفعني لتحقيق ما أرغب فيه بشدة لأنه كان دائمًا يريد الأفضل لي”.

التجميل: لمسة بسيطة نحو تعزيز الرفاهية

منذ أكثر من عشر سنوات، تعمل نعيمة حجي الآن في مجال التجميل بالمغرب، حيث نجحت في افتتاح صالونها الخاص بمدينة مراكش. تقول: “أعتقد أن أخي كان لديه حدس صائب عندما دعمني وأعطاني هذه الفرصة. أنا سعيدة بما تمكنت من تحقيقه”. ولكن قبل أن تستقر بشكل دائم في المدينة الحمراء، مرت نعيمة برحلة مليئة بالتحديات.

بعد حصولها على شهادتها في فرنسا، بدأت نعيمة حجي العمل في أحد صالونات التجميل في مدينة فاريبرسفيلر. سرعان ما أصبحت مسؤولة هناك، ثم انتقلت للعمل في مجال التجميل داخل سلاسل التجميل الكبرى. ومع تنوع تجاربها المهنية، لا سيما في منطقة باريس الكبرى، عادت إلى مسقط رأسها بعد طلاقها. وهناك، ابتعدت عن مجال التجميل لفترة وانضمت إلى مجال آخر ضمن اهتماماتها، حيث عملت كمعينة مدرسية لمساعدة الأطفال الذين يواجهون صعوبات.

خلال هذه الفترة، لم تتخل نعيمة عن فكرة العودة إلى عالم التجميل. في الوقت نفسه، افتتح شقيقها يوسف صالونًا بالشراكة مع زوجته. عملت نعيمة في هذا الصالون مع زوجة أخيها لعدة سنوات، بينما كانت تهتم بابنتها الأولى. وكونها أمًا، قررت أن تأخذ استراحة جديدة وقالت “بعد فترة، خلال عطلة في المغرب، التقيت بزوجي الحالي الذي كان أيضًا لاعب كرة قدم محترفًا”، تتذكر ذلك بابتسامة.

منذ ذلك الحين، قادتها الأحداث تدريجيًا إلى الاستقرار بشكل دائم في بلدها الأصلي. بعد زواجها الثاني، أصبحت نعيمة حجي تهتم الآن بابنتيها الاثنتين، بينما كانت تضع في الاعتبار فكرة العودة إلى العمل في مجال التجميل بالمغرب. تقول: “كان الأمر صعبًا للغاية، لم أجد فرصة عمل مناسبة، واضطر زوجي للعودة إلى فرنسا لمتابعة مسيرته المهنية… حصلت على دعم كبير من والديّ ومن العائلة، لكن البداية لم تكن سهلة على الإطلاق”.

بعد استقرارها في البداية بالدار البيضاء، تنقلت إلى مراكش التي استقر بها شقيقها مصطفى بعد توقيعه مع المنتخب الوطني. ودعم اللاعب الدولي السابق شقيقته لفتح أول صالون لها في المدينة الحمراء. وبعد سلسلة من العقبات على مدار سنوات، نجحت  نعيمة في ترسيخ علامتها التجارية: “Niya Beauty”. بالإضافة إلى كسب ولاء عملائها، تميزت من خلال محتواها على وسائل التواصل الاجتماعي.

استقرار دائم في مراكش

تمكنت نعيمة حجي من العثور على محلها الحالي وشرائه. وأصبح لعلامتها مكان بارز في قلب مدينة مراكش. وبدعم من زوجها طوال تلك السنوات، استفادت من تدريب حصري على يد مصفف الشعر اللبناني الشهير منير، الذي علمها خفايا المهنة.

وقالت “زوجي، الذي يحب كثيرًا مفاجأتي وإظهار أن كل شيء ممكن، استمر في التواصل مطولًا مع منير بعد أول دورة تدريبية مفتوحة في باريس. تمكن من البقاء على اتصال مع صالون التجميل في بيروت، ثم حجز لي تدريبًا في لبنان، رغم أن منير لم يقم بذلك من قبل”.

حرصًا منها على تطوير مهاراتها المهنية، وتدريب فريقها، والاستمرار في إرضاء عملائها، اختارت نعيمة حجي ألا “تكتفي بالجلوس على كرسيها” كمالكة للصالون. وقالت “لو تبنيت هذا النهج، لكنت أغلقت منذ وقت طويل. سر النجاح يكمن دائمًا في العمل بجد ومرافقة الموظفين”.

تشير نعيمة إلى أنها تأثرت بشدة بمستوى الاحترافية الذي أظهره مدربها. وأضافت “حظيت بهذه الفرصة وهذا المثال المميز عند التعامل مع محترف عالمي في التجميل. لذلك، لا يمكنني الاكتفاء بالقدوم إلى صالوني فقط لإعطاء الأوامر وتوزيع المهام كوني المالكة. أنا جزء من الفريق، حيث أعتقد أنني تعلمت من أجل أن أنقل المعرفة وأُظهر لموظفيّ كيفية العمل، لتحملهم المسؤولية ولتوسيع فريق عملي، كما آمل”.

بخبرة تزيد عن 22 عامًا في مجال التجميل، تؤكد نعيمة حجي على أن “لا مهنة أقل شأنًا من الأخرى”. في بيئتها الموسعة، تأمل أن يكون الآباء واعين بما يكفي لدعم ميول أطفالهم المهنية، بدلًا من الضغط عليهم للاستثمار في مسارات لا تتماشى مع شغفهم، مما قد يجعلهم تعساء. وقالت “هذا هو النهج الذي أتمنى رؤيته في العلاقات بين الآباء والأبناء من حولي، وأظل حريصة على تطبيقه مع بناتي أيضًا”.

تؤمن نعيمة بأن على الآباء أن يتحلوا بالصرامة مع أبنائهم، ولكن مع التأكيد على أنهم متواجدون لدعمهم في جهودهم وقراراتهم. وأضافت “يجب أن يدرك الشباب أن لا شيء سهل، وأن عليهم العمل لتحقيق أهدافهم. نحن لن نقوم بالأشياء بدلًا عنهم، ولكن يجب أن نظهر لهم أننا بجانبهم لدعمهم في اختياراتهم دون فرض مسارات معينة عليهم”.





Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات