الإثنين 7 أكتوبر 2024 – 13:57
تنظم مبادرة “OTED”، التي تضم فاعلين من المجتمع المدني، ندوة رقمية يوم الخميس المقبل تناقش “الدوار” كنسق اجتماعي ممتد في القرى والمداشر والمناطق شبه الحضرية، الذي يمثل وحدة اجتماعية واقتصادية وإقليمية أساسية للمنظومة المجتمعية التي تنتجُ قيماً مشتركة توفر الخلاص الجماعي وتمكن من التغلب على الصعوبات التي تواجه هذه الجماعات وتشعرها بالضرورة بقوّة الانتماء والتّراص.
وحسب أرضية اللقاء الصادرة عن مبادرة “OTED”، توصلت هسبريس بنسخة منها، فإن هذه الندوة الرقمية يشارك فيها كل من محمد الطوزي، أستاذ باحث في علم الاجتماع والعلوم السياسية، وسميرة مزبار، باحثة في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية، ومحمد مهدي، باحث في السوسيولوجيا القروية.
ووفقا للوثيقة نفسها فإن هذا اللقاء، الذي سيلتئم عن بعد، سيجيب عن مجموعة من الأسئلة التي تؤطر النقاش، من قبيل: ما الذي يمثله “الدوار” من حيث الوجود الترابي؟ ما هي وضعيته الحالية؟ وأي نموذج مؤسساتي يمكن أن يصلح له؟ كيف يمكن الحفاظ على “الدوار” اليوم وعلى مساحاته ولعب دوره الأساسي؟ كيف نوفر له الحماية ونؤهّل ساكنته ونحفظ في الوقت نفسه لهذا النسق الاضطلاع بدوره الاجتماعي والثقافي؟
ومن الإشكالات التي يطرحها النقاش على المؤطرين أيضا، كيف يمكننا أن نسهل عبور الثقافة والتقاليد السائدة في هذه الأوساط؟ هل يتعين اليوم التفكير في إدراج الخبرة المحلية المتراكمة وسط الدواوير في صيغة مواضيع تربوية؟ وما هو النموذج الممكن لربطها ببعض في إطار التشبيك، إلخ؟ وما هي الأدوات المناسبة لمواكبة عملية التنمية داخل هذه الجماعات البشرية؟ وماذا يمكننا القيام به للتعاطي مع التحديات التي تواجهها هذه المجموعات خصوصا الجفاف والهجرة؟
هذه الأسئلة يجيب عنها الباحثون والأكاديميون الذين يديرون الندوة الرقمية لتوضيح دور هذا الحارس الحقيقي للتراث (الدوار)، المادي وغير المادي، والسبل القمينة بالحفاظ عليه، فضلا عن الإجراءات المختلفة التي تسمح له بالاستمرار في الوجود داخل السياق المغربي.
وأشار المنظمون إلى أن هذا النسق رغم أهميته، فهو مازال يواجه تحديا إداريا، متعلقا بغياب تأطير مؤسساتي لطريقة تدبير السلطة فيه؛ فهو غير معترف به “ترابيا” على شكل بلدية أو مجلس جماعي مثلا.
ودفعت الجهة المنظمة بما حدث جراء الهزة الأرضية المأساوية التي ضربت دواوير الأطلس في 8 شتنبر 2023، بشكل قوّض الأدوار المختلفة التي لعبها “الدوار” وسكانه في تثمين التراث وتنمية الموارد الطبيعية والحفاظ عليها.