شكل موضوع “وثيقة المطالبة بالاستقلال: الأبعاد التاريخية والروحية”، محور ندوة علمية نظمها، أمس الاثنين، المجلس العلمي المحلي لكلميم، بمناسبة تخليد الذكرى ال81 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.
وتروم هذه الندوة المنظمة بشراكة مع النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بكلميم وادنون، إبراز البعد التاريخي والروحي لوثيقة المطالبة بالاستقلال والتعريف بها لدى الناشئة، وكذا الوقوف عند دلالات هذه الذكرى ومعانيها العميقة التي جسدت سمو الوعي الوطني وقوة التحام العرش بالشعب.
وأكد رئيس المجلس العلمي الجهوي لكلميم وادنون، سيدي محمد محي الدين، بالمناسبة، أن الاحتفاء بهذه الذكرى وباقي الأعياد الوطنية الأخرى، ليس فقط من أجل استحضار ما قام به الأسلاف من تضحيات جسام سواء على مستوى بناء الوطن أو الدفاع عن حوزته، بل أيضا لما تحمله هذه الأحداث من رمزية متعددة المستويات.
وأضاف أن استحضار أحداث الماضي واستعراض التاريخ ليس المراد منه سرد الأحداث والوقائع وإنما هو حث للهمم واستنهاض للعزائم، مشيرا إلى أن هذه الذكرى ينبغي أن تبقى تاريخا لحدث عظيم يذكر الأجيال بالأمجاد ويربط الحاضر بالماضي. وأبرز السيد محي الدين أن حدث 11 يناير 1944 أحاطت به ظروف داخلية وخارجية ساهمت في بلورة وثيقة المطالبة بالاستقلال، مشيرا إلى أن المغاربة جميعا بذلوا جهودهم من أجل حرية الوطن وكرامة المواطنين والحفاظ على سلامة الأمة، وطالبوا باستقلال المغرب من خلال وثيقة المطالبة بالاستقلال التي ستظل عنوانا للتضحية والوطنية والوحدة والذود عن ثوابت الأمة ومقدساتها وقيمها.
من جهته، أكد النائب الجهوي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الحبيب الكرف، أن هذا الحدث الوطني الجيلي والنوعي شكل تتويجا لأحداث تاريخية ومحطات نضالية في معركة الجهاد والكفاح ضد الوجود الأجنبي والتسلط الاستعماري، ومنها مناهضة ما سمي بالظهير الاستعماري التمييزي في 16 ماي 1930، وتقديم مطالب الشعب المغربي الإصلاحية والمستعجلة في 1934 و1936، وتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944.
وأبرز أن وثيقة المطالبة بالاستقلال شكلت في سياقها التاريخي والظرفية التي أفرزتها، ثورة حقيقية عكست وعي المغاربة المتقدم وأعطت الدليل على قدرتهم العالية على الدفاع عن مصالحهم وعدم استسلامهم لمشيئة المستعمر وإصرارهم على مواصلة مسيرة النضال الوطني التي نهجها الأسلاف ضد الوجود الاستعماري.
من جانبه، أكد رئيس المجلس العلمي المحلي لكلميم، ابراهيم حدكي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الهدف من هذا اللقاء العلمي، الذي يندرج في إطار تنزيل خطة تسديد التبليغ، هو الوقوف عند الدلالات الدينية والتاريخية لهذه الذكرى باعتبار أن مثل هذه الذكريات لها إرث روحي ومعرفي في تاريخ المغاربة وتبين بجلاء ذلك لتلاحم القائم بين الشعب والعرش العلوي المجيد، كما تبين مركزية إمارة المؤمنين وآثارها في المحافظة على هذا التماسك الاجتماعي والروحي والديني.
وأشار إلى أن تنظيم هذه الندوة هو فرصة للوقوف عند أهمية هذه المحطات المشرقة وتربية الناشئة والأسرة عليها بهدف المحافظة على هذا التاريخ المتجدد وعلى الأصول الكبرى الضامنة لهذه الخصوصية الدينية والوحدة الوطنية المتميزة.