قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار؛ ضمن تداعيات أحداث 7 أكتوبر 2023.
وقال نتنياهو، في كلمة مصورة نشرها مكتبه: “قررت تقديم مقترح للحكومة لإقالة رئيس جهاز الشاباك رونين بار”.
وأضاف: “في كل وقت، وخاصة خلال حرب وجودية مثل هذه، يجب أن يكون هناك ثقة كاملة بين رئيس الوزراء ورئيس الشاباك”.
واستدرك: “لكن للأسف، الوضع معاكس، لم أعد أملك هذه الثقة.. ونظرا لغياب الثقة المستمر، قررت تقديم اقتراح للحكومة لإنهاء مهامه”.
نتنياهو ادعى أن هذه الخطوة “مهمة لتحقيق أهداف الحرب والنصر الكامل”.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وستناقش الحكومة الأربعاء المقبل قرار نتنياهو إقالة بار، وفق القناة “12” العبرية.
وفي الأيام الأخيرة احتدمت الخلافات بين نتنياهو و”الشاباك”، بعدما انتقد رئيس الوزراء نتائج تحقيق أجراه الجهاز بشأن أحداث 7 أكتوبر 2023، معتبرا أنها “لا تجيب عن الأسئلة”.
وأقر “الشاباك” الثلاثاء الماضي بفشله في تقييم قدرات حركة “حماس” قبل 7 أكتوبر 2023، وألمح إلى مسؤولية نتنياهو عن “رسم سياسة فاشلة على مر السنين”، وفق هيئة البث (رسمية).
وفي ذلك اليوم هاجمت “حماس” 22 مستوطنة و11 قاعدة عسكرية بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين ردا على “جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى”، وفق الحركة.
وبعد صدور نتائج تحقيق “الشاباك”، دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد ورئيس حزب “معسكر الدولة” المعارض بيني غانتس، نتنياهو إلى الاعتذار، وأكدا أنه “يحاول إلقاء اللوم على الآخرين”.
وبينما استقال مسؤولون عسكريون واستخباريون، معلنين تحملهم جانبا من المسؤولية عن فشل 7 أكتوبر 2023، يرفض نتنياهو تحمل أي مسؤولية، ويتجاهل دعوات المعارضة إلى رحيل حكومته وإجراء انتخابات مبكرة.
وفي وقت سابق الأحد، قررت الشرطة استدعاء الرئيس السابق لـ”الشاباك” نداف أرغمان للتحقيق، بعد أن تقدم نتنياهو بشكوى ضده، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
والخميس نقلت القناة “13” العبرية عن أرغمان قوله: “إذا عمل نتنياهو ضد القانون، سأكشف كل ما أعرفه، سأكشف معلومات من اجتماعاتي معه وجها لوجه”.
وأضاف أرغمان: “علينا إنهاء الحرب في غزة فورا واستعادة جميع الأسرى.. لا يوجد في قطاع غزة ما يستدعي البقاء فيه”.
والجمعة تقدم نتنياهو بشكوى إلى المفتش العام للشرطة داني ليفي قال فيها: “أتوجه إليك بطلب فتح تحقيق فوري، بعدما تم تجاوز جميع الخطوط الحمراء”.
وتابع: “اختار رئيس جهاز الأمن العام السابق تهديد وابتزاز رئيس وزراء في منصبه، مستخدما أساليب عصابات الجريمة المنظمة، وكأنه زعيم مافيا وليس مسؤولا أمنيا سابقا في إسرائيل”.
واعتبر أن “هذه جريمة تضاف إلى حملة كاملة من الابتزاز والتهديد يقودها رئيس الشاباك الحالي (بار)، والهدف هو منعي من اتخاذ القرارات اللازمة لإصلاح الشاباك بعد فشله الذريع في 7 أكتوبر (2023)”.
ورد “الشاباك” على نتنياهو، في بيان الجمعة، قائلا إن “هذه اتهامات خطيرة ضد رئيس مؤسسة أمنية رسمية في إسرائيل”.
وأضاف أن “رئيس الشاباك رونين بار يكرس كل وقته وجهوده لحماية الأمن القومي، والعمل على استعادة المختطفين الإسرائيليين، والدفاع عن الديمقراطية. وأي مزاعم أخرى في هذا السياق لا أساس لها من الصحة”.