بعدما عرفت أسعاره ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأيام الأخيرة، أبعد منتجو الدواجن مسؤولية ارتقاء أثمنة لحم الدجاج بالأسواق الوطنية لمستويات مرتفعة عن أصحاب الضيعات، مؤكدين أن “ثمن البيع بالجملة لا يتجاوز اليوم 15 إلى 16 درهم للكيلوغرام”، معتبرين أن “مسؤولية هذا الغلاء يتحملها الباعة بالتقسيط الذين لا يزالون يحافظون على أسعار البيع التي كانت خلال موسم الصيف”.
واستعادت أسعار لحم الدجاج ارتفاعها خلال الأيام الأخيرة، وذلك بعدما استقرت لأسابيع في مستويات مقبولة بعد انتهاء موسم الصيف الذي يشهد ارتفاعا في الاستهلاك مقارنة بالفترات الاخرى خلال السنة. إذ ارتقت، وفق الجولة التي قامت بها “مدار21” في سوقِ لبيع لحم الدجاج بالتقسيط، إلى 22 درهم للكيلوغرام الواحد.
مصطفى المنتصر، رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي لحوم الدواجن، قال إنه “على عكس ما هو متداول بخصوص ارتفاع أسعار الدواجن في الأسواق الوطنية فإن المنتجين اليوم يحتفظون بأسعار منخفضة على مستوى البيع بالجملة وبالتالي فإن المنتجين غير مسؤولين عن أي ارتفاع في الأسعار”، مشيرا إلى أن “أسعار البيع من طرف المنتجين لا تتجاوز 15 درهم”.
وأضاف المنتصر، في حديث له مع جريدة “مدار21” الالكترونية، أن “المنتجين اليوم يتكبدون خسائر بالنظر إلى الأسعار التي يبيعون بها خلال المرحلة الأخيرة”، مؤكدًا أن “في بعض الأحيان لا نتمكن حتى من جمع كلفة الإنتاج فما بالك بتحقيق الأرباح”.
ولدى سؤاله عن السبب الرئيسي وراء الارتفاع الذي عرفته أسعار لحوم الدجاج في الأسواق الوطنية، أورد أن “من يبيع اليوم هذه اللحوم بما يفوق 20 درهم للكيلوغرام الواحد فإنه تطرح علامة استفهام كبيرة على مشروعية الأثمنة التي يضعها لهذا المنتوج”، لافتاً إلى أنه “في غالب الأحيان يكون المشكل على مستوى البيع بالتقسيط إلى درجة توافق بعض الباعة على أثمنة موحدة”.
وسجل المتحدث ذاته “أنني أتحدث معك اليوم وأنا مطلع على أسعار البيع في سوق الجملة بالدار البيضاء التي بلغت في أقصى مستوياتها 15 درهم ونصف”، مبرزاً أنه “من يبيع بأسعار تفوق هذا المستوى بشكل كبير فإنه يجب على الدولة أن تراقبه وتفتح معه تحقيق حول أسباب هذا الارتفاع”.
وكشف المصدر نفسه أن “بعض الباعة بالتقسيط يتواصلون في مجموعات على تطبيق الواتساب للتوافق حول أسعار البيع في كل يوم”، مشددا على أن “عدداً من هؤلاء الباعة لا يزال يحتفظ بأسعار البيع التي كان معمول بها في موسم الصيف الذي كان فيه الطلب يفوق العرض”.
وأورد المتحدث ذاته أن “كلفة تربية الدواجن اليوم في الضيعات تكلف قرابة 16.5 درهم للطير الواحد”، مشيرا في هذا الجانب إلى أنه “في المقابل، يبيع في سوق الجملة ب 15 إلى 16 درهم أي أنه يبيع بأقل من كلفة الإنتاج”.
وعن أسباب بيع منتجي الدواجن بأقل من كلفة الإنتاج، أوضح المنتصر أنه “إذا لم نبع بالأسعار التي يفرضها السوق فإن التكلفة ستتضاعف بسبب حاجة هذه الحيوانات إلى أعلاف أكثر لكي لا يتأثر وزنها مع مرور الوقت”، مؤكدا أن “كل طير يستهلك 250 غرام من الأعلاف”.
وفي هذا الصدد، تابع المتحدث ذاته أن “250 غرام من الأعلاف تكلفة قرابة 0.18 درهم أي أصحاب الضيعات الذين يتوفرون على كمية كبيرة من الدجاج يصبحون مجبرين على مضاعفة تكلفة الإنتاج في كل يوم لم يصرفوا فيه إنتاجهم، لذلك يضطرون إلى البيع بأقل الأثمان”.
وعلى مستوى كلفة الإنتاج، أورد المصرح نفسه أن “أسعار الأعلاف ارتفعت إلى مستويات قياسية مقارنة مع الأسعار المعمول بها في الدول المجاورة”، مسجلا في الصدد ذاته أنه “حتى أسعار الكتكوت ارتفع بشكل كبير من 5 دراهم إلى 12.5 درهم”.