أكدت نادية فكري، عضوة مجلس جهة الدار البيضاء-سطات، على الأهمية الاستراتيجية لمشاركة المرأة في الصناعة المغربية، باعتبارها عنصرًا حاسمًا في تحقيق التنمية الاقتصادية والصناعية.
جاء ذلك خلال مشاركتها في الدورة الثانية من تظاهرة “Les Matinées des industriELLes”، التي تنظمها مجلة “صناعة المغرب”، حيث شددت على ضرورة الاعتراف بالدور المحوري الذي تؤديه النساء في مختلف القطاعات الإنتاجية.
قالت فكري إن هذه التظاهرة أضحت منصة سنوية لا غنى عنها، تسلط الضوء على الدينامية التي تميز الصناعة المغربية، وتعكس في الوقت ذاته “الإسهامات الاستثنائية للمرأة في الاقتصاد الوطني”.
وأضافت أن جهة الدار البيضاء-سطات، التي تعد القطب الاقتصادي للمملكة، تزخر بنماذج عديدة لنساء قياديات أسهمن بفعالية في تطوير المشهد الصناعي من خلال رؤيتهن الاستشرافية والتزامهن المتجدد.
وانطلاقًا من تجربتها الشخصية كرائدة أعمال في مجال الصناعة الخضراء ومؤسسة لمشاريع الاقتصاد الدائري، استرسلت فكري في الحديث عن التحديات التي تواجه النساء في هذا القطاع، مشيرة إلى أن الصناعة الخضراء والاقتصاد الدائري والتكنولوجيات الحديثة “ليست مجرد قضايا مستقبلية، بل هي أدوات ملموسة قادرة على الارتقاء بالطموحات الاقتصادية للجهة”.
وأبرزت فكري أهمية المزج بين الابتكار وريادة الأعمال والمسؤولية الاجتماعية في “بناء صناعة المستقبل”، مؤكدة على ضرورة وضع سياسات داعمة للمرأة من خلال تعزيز برامج التمويل، وتمكين رائدات الأعمال، وإيجاد بيئة تتيح لهن تحقيق إمكاناتهن الكاملة.
كما شددت على أن تعزيز مشاركة المرأة في مختلف مستويات اتخاذ القرار الصناعي يمثل رافعة أساسية لدفع عجلة التنمية.
وفي هذا السياق، اعتبرت فكري أن نجاح الصناعة المغربية مستقبلاً يعتمد إلى حد كبير على “تفكيك العراقيل التي لا تزال تحول دون اندماج النساء في الاستراتيجية الصناعية الوطنية”، داعية إلى تبني إجراءات ملموسة لدعم الحضور النسائي في القطاعات الإنتاجية الكبرى.
واختتمت فكري مداخلتها برسالة تفاؤلية، معربة عن أملها في أن تتمخض النقاشات التي شهدها هذا اللقاء عن “توصيات عملية تساهم في تعزيز إشراك المرأة في الاستراتيجيات الصناعية على المستويين الجهوي والوطني”.
يُذكر أن تظاهرة “النساء الصانعات” لهذا العام نُظمت تحت شعار “نساء مؤثرات”، وشهدت مشاركة واسعة من قادة اقتصاديين، ورائدات أعمال، ومسؤولين حكوميين، بهدف مناقشة دور المرأة في الابتكار وريادة الأعمال، وتعزيز مساهمتها في التحولات الاقتصادية الراهنة.